كلما اقتربت مواعيد الانتخابات، كانت المراجعات النيابية للقانون الإنتخابي والتشريعات النافذة المرتبطة به، تشكل عقبة كأداء أمام الرغبة بإنجاز الإنتخابات بمواعيدها الدستورية، وتصبح أكثر تقييدا من ذي قبل، بلحاظ أن الكتل السياسية تضع مصالحها الحزبية والفئوية وحتى الشخصية، كثوابت في عملية النقاش من أجل تشريع قانون إنتخابي يتلائم مع متطلبات المرحلة، وتلبي إشتراطات تقدم العملية السياسية، ويطمئن الناخبين والفئات المجتمعية على إنشغالاتها.
وكلما ازدادت أمور إقرار قانون منصف تعقيدا، فإن هذا التعقيد يؤكد الاتجاه لتزييف إرادة الناخبين وطبخ الانتخابات.
ومن المؤكد إن أية انتخابات تجري بشكل يعزز الاستقطاب، ستكون نتائجها كارثية وستشكل جزءا من المشكلة بدلا عن أن تكون وسيلة لإنهاء النزاعات، وقانون الانتخابات من أهم الأسباب لزيادة الاستقطاب أو العكس تفريغ شحن الاستقطاب.
لكن من المفيد الإشارة الى أن من بين إنشغالات الناخبين هو أن الإطار القانوني الذي يحكم الانتخابات لا يقتصر على قانون الانتخابات وحده، ذلك أن نزاهة وحرية الانتخابات رهينة بتوفر الحريات العامة والأساسية، في كافة أوجه النشاط السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي في البلاد، وهو وإن بدا متوفرا الى حد كبير ظاهريا، لكن التحديات الأمنية التي تواجه البلاد تشكل مصدرا ضاغطا للحد من الحريات وزيادة القيود، ويوفر لأجهزة الدولة ، سيما الإجرائية منها فرصة مثالية لممارسة هوايتها التأريخية بالتسيد على الأفراد.
إن الخبرات التي توفرت للأمم التي سبقتنا في عملية تداول السلطة عبر وسيلة الإنتخابات، تؤكد أنه وحتى تكون الانتخابات نزيهة، فيجب أن يكون القانون الذي ينظم الانتخابات مقبولا من الطيف الأوسع من المجمتع، وأن يتم تداول مشروعه بين الفعاليات المجتمعية، كي تدلي بآرائها، وأن تجري مراجعته قبيل كل إستحقاق إنتخابي للتخلص من الأخطاء والعثرات التي يسببها تطبيق القانون الذي جرت بموجبه الأنتخابات السابقة، وأن لا يتم إقراره تحت ضغط عامل الوقت..
وهذه النقطة بالذات هي التي تثير مخاوف المجتمع، إذ أن ضغط عامل الوقت يعتبر ذريعة للقوى السياسية لتمرير إتفاقات تحت الطاولة تلائم وتناسب مصالحها ولا تعير إهماما لمصالح الناخبين. وهذا ما سيحصل في المدى المنظور مع الأسف..!
الفيصل فيما نصنعه أن تجربتنا أصبحت أكثر نضجا، والقادم أجمل حتى ولو بقي العديد من الساسة الراهنين في الحكم، فسيكونون أكثر استيعابا لدرس الديموقراطية...!
كلام قبل السلام : هتلر وصل بالانتخابات وصناديق الاقتراع أيضا!!
سلام.....
https://telegram.me/buratha