المقالات

شركاء الغنائم أنطقوا الحمار /

555 22:21:00 2013-08-18

حافظ آل بشارة

حملة القتل العشوائي التي يشهدها العراق الآن خطط لها أناس لا يمكن أن نفهمهم بسهولة ، هم ايضا ضحايا لقتل روحي من نوع آخر ، هم يعدون القتل غاية وليس وسيلة ، هم ضحايا لبرمجة ذهنية معينة ، ولو سألت القاتل لماذا تقتل او سألت المقتول لماذا قتلوك فلن تجد جوابا ؟ الذي يعرف الجواب هو صانع الارهاب المتلاعب بالعقول وهو المستفيد الأخير من الأزمة ، ولأن المذبحة تستهدف جميع الناس بلا تمييز أخذ كل شخص يفكر بحماية نفسه واسرته ، ومع كل مفخخة تنفجر في سوق تترسخ الرؤية الفردية في الحماية التي تتطور الى ثقافة اجتماعية تبحث عن تنظيم وتقنين ، الحملة الارهابية جعلت الناس يفقدون الثقة بالدولة ومن يقف وراءها ، فقدان الثقة يجعل المستقبل السياسي للبلاد غامضا ، فقدان الثقة يؤدي الى ترك اغلب القوى السياسية تخوض معركتها لوحدها ، هذا فراغ سياسي حقيقي غير معلن ، هذا الفراغ ليس اعتباطيا بل هو مرحلة متوقعة في المسار السياسي ، انه فراغ يصلح مقدمة لأكثر من تحول كبير متوقع يتفرج عليه الساسة وهم صامتون ، فراغ يصلح كمقدمة لانهيار شامل وتحول البلاد الى كانتونات صغيرة متذابحة يحكمها أمراء الحرب ، أو كمقدمة لاعلان حالة الطوارئ وتعليق الدستور وحل البرلمان وحصر السلطات بيد طرف واحد الى اجل غير مسمى ، أو كمقدمة لانقلاب به عصابات بضوء أخضر دولي كوميدي لاعلان حكومة طالبانية في العراق ، او مقدمة لتقسيم العراق بطريقة رسم الحدود باستخدام القذائف ، اذ يحاول كل قوم حماية انفسهم في مناطقهم وطرد الآخرين منها في عملية تهجير لا سابقة لها ضحيتها الناس الابرياء ، او قد تكون مقدمة وذريعة لعودة الاحتلال العسكري الامريكي للسيطرة على الوضع الأمني . مع كل هذه الاحتمالات المرعبة ، والاخطار المحدقة ، وفي هذه الاجواء الغائمة لم يعقد اطراف الدولة اجتماعهم الوطني الشامل ليشرحوا المشكلة بحجمها الحقيقي ثم يعلنوا الحل ، لماذا لا يتأثر اغلب الساسة الآن بما يجري فلا يقشعر جلد ولا تدمع عين ؟ لماذا يكون الشعب اكثر قلقا ووعيا وفهما للازمة من الساسة انفسهم ، لماذا لا يقلق حكام هذا البلد المهدد !؟ هناك جواب لكنه مخجل ، كان الأفضل السكوت عنه لكن ارتال التوابيت اليومية غير المبررة تجعل حتى الحمار ينطق ، الحمار يعرف ان في العراق شراكة سياسية ، ولكنها (شراكة غنائم) وليست (شراكة مشروع) ، شركاء الغنائم علاقتهم مبنية على الكراهية والتنافس والاستحواذ وفقدان الثقة ومحو العاطفة ونقض العهود ، حتى لو استطاع احدهم قتل شريكه غيلة والمشي في جنازته لفعل ، اما شركاء المشروع فكل منهم يريد ان يربح ولكنه يريد ان يرى شركاءه كلهم رابحين لكي يضمن بقاءهم ضمن المشروع الذي لا ينهض به طرف واحد ، (شراكة المشروع) تحيي بين الشركاء الثقة والحب والتعاون والتسامح والاخلاق السامية واستعداد كل طرف للتضحية لأجل الآخر خوفا على المشروع ، والشعور بالخطر قبل حلوله ، هناك اختبار بسيط : اذا قرأ الساسة هذه التوصيفات ثم ضحكوا منها فهم (شركاء غنائم) ، وهم بحاجة الى محو الأمية الاخلاقية ، وهذا يعني ان الفرج بعيد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك