بقلم حيدر المهناوي الحسيني.
علمتني تربيتي الأسرية منذ نعومة أظفاري أن لا أقول إلا الحق، وأن لا أتغاضى عنه لأي سبباً كان، وانطلاقاً من هذا المبدأ، وكي لا أكون شيطاناً اخرس، أرى من واجبي الشرعي أولاً، والوطني ثانياً، والأخلاقي ثالثاً، أن أخاطب الضالين بكلمات لله فيها رضى ولهم فيها موعظة. رداً على تقولكم يا احمد العباسي هداكم الله وأزاح الغبار عن بصيرتكم حتى ترون الحق حقاً فتتبعون سبيله.. فبما أنكم لم تكونوا حاضري في صلاة العيد بمكتب السيد الحكيم، هذا يعني أنكم لم تروا سيارات المصلين الخاصة وهي تملئ شوارع وأزقة المنطقة المحيطة بمكتب السيد، وعليه تكهنكم وإدعائكم باطل شرعاً ولا أساس له من الصحة، ثم كان الأجدر بكم أن تتقدموا بالشكر والعرفان لكل من تطوع ونذر عمره للدفاع عن الحق وإعلاء شأنه نصرةً للمحرومين والمظلومين، لاسيما حجة الإسلام والمسلمين، سماحة السيد عمار الحكيم أيده الله وسدد خطاه، وحفظه من شر الأشرار، وكيد الفجار، وجعل له من لدنه سلطاناً نصيرا، انه على ذلك لقدير. ان اعتراضكم على انتقاد سماحة السيد لأداء الحكومة غير مقبول منطقياً وفق معطيات واقع الحال على الأرض كما هو معلوم، ولا يوجد له ادنى مسوغ عقلائي، وما قيام السيد بهذا الأمر إلا من أجل تقويم وتحسين أداء عمل مؤسسات الدولة لا غير، لغرض منفعة الرعية وحفظ دمائهم التي تراق يومياً وسط صمت (السادة المعنيين)، وهاأنذا أطلقها أمام العالم، متى ما رأى سماحة السيد انتفاء الحاجة فعلاً من تصحيح المسارات والسياسات العامة، عندها فقط يمكن أن ترونه جالس بين أبناء شعبه المترف، يدعو لكم بدوام بقائكم، وطول عمر حكمكم. كما لا أجد لانزعاجكم من موقف السيد تجاه التطاول على مقام المرجعية الدينية العليا مبرراً سامياً، إذ ولله الحمد لم يكن هذا الموقف وليد الساعة، أو الأول من نوعه حتى يصب في خانة الدعاية الانتخابية كما زعمتم، ولو أنكم رجعتم قليلاً إلى الوراء، وشاهدتم كيف أن شهيد المحراب الخالد السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" تحدث في هذا السياق عند دخوله البلاد آنذاك، لعرفتم ماهية العلاقة الوثيقة والارتباط الروحي بين مرجعية إل الحكيم والمرجعيات الأخرى. أما بخصوص خطبة العيد لسماحة السيد الحكيم، وضجركم منها كما قلتم، فما الذي دعاكم وأجبركم لمتابعتها أصلاً؟ ثم أن عدم ارتياحكم لها لا يمثل إلا رأيكم الشخصي، وهذا من حقكم طبعاً، أما أن تتجرءوا وتتطاولوا بهدف النيل من سماحة السيد وجموع المصلين فهذا ما ليس من حقكم، وعليكم الاستغفار، والاعتذار أيضاً لهذه الحشود المؤمنة!. وعن تمنياتكم المزعومة برؤية الابتسامة أن لا تفارق السيد، فأني لا أوافقكم طالما هناك بسمة تسرق من شفاه أطفالنا!!! ثم ماذا تتوقعون وتتأملون من شخص لا يداهن، ولا يجامل على حساب الصالح العام، كما لا ينافسه احد على الوطنية، والشعور العالي بالمسؤولية، والإرث التاريخي الغني عن التعريف، والولاء المنقطع النظير للمرجعية الدينية، كيف لا وهو الابن البار لها، وهو يتلمس ويرى بأم عينيه أخفاقات وإرهاصات، من تربعوا على عرش الحكم ببركة وجود تلك المرجعية، ومن وقف إلى جانبها في تلك الظروف الصعبة، أمثال شهيد المحراب وعزيز العراق والشرفاء من أبناء الوطن، علماً انه لو لا تلك المواقف المضنية والجهود الحثيثة، والتضحيات الجسيمة، لما كانت هنالك انتخابات، ولا دستور، ولا حتى عملية سياسية مطلقاً.. ولكن الطامة الكبرى أنه يجد القوم لم يكتفوا بعدم تلبية مطالبها أي المرجعية، في تحسين الخدمات والملف الأمني وتعديل سلم الرواتب وإلغاء تقاعد البرلمانيين والرئاسات وألى ما ذلك، وإنما وصل الحال بهم إلى حد المساس والتطاول، وهذا يؤشر إلى انعطافة في غاية الخطورة، ما أن يتم التصدي لها وبحزم!!! وقبل الختام: في شهادة مهمة لجماعة من المقلدين قولهم عن لسان المراجع الأربعة العظام، بعد زيارتهم وتقديم الشكوى لهم، حول الأوضاع المزرية التي يعاني منها الشعب، أنهم قالوا: سياسيكم همهم المال والكرسي ولا ينفع فيهم النصح والإرشاد، وحسب استقرائي لمجريات الإحداث، أن صبر المرجعية سوف لن يكون طويلاً إزاء معاناة الأمة، هذا أن لم يكن الفرج قريباً جداً ان شاء الله، وفي الختام: أليس من المخجل والمعيب بمكان، أن تصدر ألإساءة فضلاً عن الإثم الشرعي، ممن انتفضتم لأجلهم وتجند تم لخدمتهم يا احمد العباسي!!!
https://telegram.me/buratha