المقالات

خادم الحرمين .. وبوابة مصر!!

495 15:12:00 2013-08-19

جواد أبو رغيف

صراع المرجعية العربية والزعامة التقليدي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية الذي امتد على مدى عقود والمدعوم من بعض الدول العظمى للحفاظ على مصالحها بالشرق الاوسط ، المنطقة الحيوية التي توصف بالاكثر اضطراباً. فالسعودية بمكانتها الدينية المقدسة لوجود قبلة المسلمين وقبر النبي محمد(ص ) فيها تمثل المرجعية الدينية لغالبية المسلمين في العالم بالمقابل فأن مصر وعلى الرغم من وجود الازهر كمؤسسة دينية عريقة لها اتباعها ومريديها ،بيد انها مثلت المرجعية السياسية العربية عبر احتضانها الجامعة العربية وتسنمها أمانتها العامة منذ تأسيسها في أربعينات القرن المنصرم .شهدت العلاقات بين السعودية ومصر حالة (مد وجزر ) على خلفية هذا الصراع الذي خفي عن العامة ولكن دوائر القرار السياسي بكلا البلدين يدركان حقيقته . الدول الكبرى التي ترعى هذه المشاريع تدير عن قرب بوصلة المواقف للبلدين ، وبرغم علم منفذي قرار الدول الراعية للبلدين بواقعية المشهد ! فقد يحصل خروج عن النص احياناً بدواعي اختلاف الرؤى بين "البيدق" واللاعب بسبب طبيعة المواقف المطلوب تنفيذها من قبل "البيادق"، والتي غالباً مفضوحة وواضحة التناقض ، ما يترتب عليه دفع ضريبة التمرد التي لا تملك تلك الأنظمة الصمود تجاهها كونها أنظمة تدمن الاستقواء بالخارج دون الاستناد إلى الشرعية الجماهيرية المستمدة من صناديق الاقتراع .سيناريو "الشرق الأوسط الجديد " التي نفذته الولايات المتحدة الأمريكية ، وكان العراق حجر زاويته الأولى سبب بروداً بالعلاقة بين مصر والسعودية من جهة وأمريكا من جهة أخرى ، فتغيير النظام السني في العراق ،وتسنم الأغلبية الشيعية الحكم في العراق عن طريق انتخابات شرعية صادقت عليها "الأمم المتحدة " يعد تنصل للولايات المتحدة من التزاماتها تجاه اللاعبين العربيين الأساسيين ( مصر ـ السعودية ).أمريكا من فرضية أيجاد البديل نفخة ( الفار القطري ) ليلعب دور الغول العربي الذي سينفذ خارطة الشرق الأوسط الجديد، فمنحته بروفة الريادة العربية بالمغرب العربي بتغيير نظام ألقذافي في ليبيا ، بعد تغيير ا"لقذافي" زجته بوحل إسقاط النظام السوري الذي كشف الحجم الحقيقي للتأثير القطري في الواقع العربي.المملكة العربية السعودية لعبت دور المتفرج على المخرج الأمريكي طيلة فترة عرض الفلم السوري ، وكأنها تعرف النهاية فمثل تلك الصراعات تحتاج إلى حاضنات دينية تغذيها فتاوى التكفير لا تتوفر ألا في المؤسسة الوهابية التي رعتها مملكة آل سعود برغم صناعة "قرضاوي" قطر ! الآن ما هو المتغير الأمريكي ؟ قلنا مراراً أن أمريكا تصنع الحدث لكنها قد تفقد بعض خيوطه أحيانا ، بيد أنها تملك خيوط العودة إلى المشهد . تشير الأحداث أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعيد تصدير العربية السعودية إلى الواجهة ومن ثم الزعامة العربية ، وهذا مايو كده المشهد المصري عبر مواقف الخلاف المصطنعة بين أمريكا والسعودية ! "فاوباما" قطع أجازته البيضاوية ليهدد الجيش المصري بقطع المساعدات عنه في حالة عدم عودة "الشرعية الاخوانية" ! والغريب أن العاهل السعودي يشيد بدور الجيش في حفظ وجه الإسلام الذي شوهته الأفكار المنحرفة على حد وصفه ثم يرسل ثلاث مستشفيات بطاقمها لعلاج الإصابات من قوات الجيش والمتظاهرين في خطوة لم تسبق منذ سبعينات القرن الماضي ، لتطل الصف المصرية بالثناء على موقف العاهل الأبوي تجاه مصر.بالملف العراقي تسرب وكالة الاستخبارات الأمريكية موخراً الدور التخريبي الذي تقوده السعودية في العراق منذ تغيير النظام في خطوة يقرا منها أهمية اللاعب السعودي في الملف العراقي وان الاستقرار في العراق لا يتم ألا عبر بوابة المملكة السعودية .جميع المؤشرات والدلائل تشير إلى عودة مؤتمرات طائف ( عراقي أو مصري أو سوري ) هذا ما ستكشفه قوادم الأيام.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك