عبدالكريم ابراهيم
قبل ايام تناقلت وسائل الاعلام حديث الرئيس الصيني مع سائق الاجرة في وسط العاصمة بكين ،وكيف وجه هذا المواطن الصيني وبكل صراحة انتقاداته لعمل الحكومة حتى بعد ان عرف ان الشخص الذي يركب سيارته هو رئيس اكبر دولة في العالم . في المقابل الرئيس الصيني لم يكن منزعجاً مما طرحه السائق بل وعده بعلاج الاخطاء واصلاح اداء الحكومة بحيث يجعلها تقدم افضل الخدمات الى شعبها علما أنه لم ينسَ ان يدفع الاجرة مع (بقشيش) بسيط. يبدو ان الرئيس الصيني سئم الجلوس في المكاتب و انتظار تقارير المستشارين ،فأراد الوقوف على الحقيقة كما هي ودون واسطة .لعل اسلوب المتابعة الميدانية هو دأب كل الحكام الذين يريدون ان يبنوا مؤسسات تحاكي تطلعات جماهيرها . لماذا لايسير بعض المسؤولين ويتنازلوا قليلا عن مكاتبهم المكيفة والتقارير الايجابية التي تلمّع عملهم مقدمة من وعاظ السلاطين . ماذا يريد الشعب من المسؤول سوى ان يكون بين اهله من دون حواجز ؟ ولكن هذه الرغبة قد تجابه بوسوسة البعض ان الامور غير المستقرة والاستهداف من قبل الاعداء ويكفينا الصورة البيضاء التي تنقل عن اداء بعض المؤسسات الحكومية . مشكلة البعض انهم اصبحوا يرون بعيون غيرهم مصدقين كل المحسّنات اللفظية التي تزين بعض التقارير المرفوعة . هنا لابد لبيت الزجاج ان ينكسر برمي حجارة الخروج عن التقليدية والنزول الى الشارع لان المسؤولية قبل كل شيء امانة . والامانة لايمكن ان ترد الى اهلها الا من خلال معرفة الحقيقة من دون حواجز . يمكن ان نرى في يوم من الايام مسؤولاً عراقياً يركب ( الكيا ) او ( السايبا ) وان يكون على تماسّ مباشر مع المواطن .الحلم الصيني قد تحقق ولكن متى يتحقق الحلم العراقي ؟
https://telegram.me/buratha