سليم الرميثي
هذه حقيقة مٌرّة وفيها لوعة المنكوبين و ضحايا الارهاب التكفيري لم نكن نريد ان نعلنها رغم اننا مؤمنين بها في دواخلنا منذ زمن لاننا لانريد لاعدائنا الفرحة التي ينتظرون ويشمتون بنا ونحن عشر سنوات ندافع ونجادل عن أداء الحكومات ورؤسائها المتعاقبين ونقول انتظروا لعل الفرج قادم ولكن الذي حصل ويحصل هذه الايام جعلنا نخرج من صمتنا ونعترف بهزيمة حكومتنا وسياساتها العسكرية والامنية على ايدي الارهابيين وعلى الحكومة وجميع قياداتها ان يعترفوا بذلك ..وكنا سابقا ننتظر ونصبر حتى تتضح الامور اكثر والان اتضح كل شيء ولانحتاج الى مكبرات تصويرية او صوتية لنرى ونسمع الهزائم والفشل الذي لحق بكل مفاصل الدولة مما اصاب المجتمع وخصوصا الشيعة منهم بالاحباط واليأس..والاعتذار ليس عيبا بل هو اضافة حسنة لسجل الشخص المعتذر وكيانه او حزبه ونحن هنا لانريد ان ننتقص من الشخصيات اوالاحزاب التي لها تاريخ شريف في الجهاد والنضال ولكن هذا الحقيقة والواقع حدثنا ويحدثنا كل يوم بان هناك اشخاص فشلوا وعليهم الان ان يجلسوا في بيوتهم ولهم الشكر والتقدير على محاولاتهم لتغيير الوضع ..وكفى رمي الاتهامات على اشخاص هم اصلا ليس بايديهم اي قرار.. المصيبة لازال بعض المتملقين للدولة والحكومة يصرحون ويتحدثون عن انجازات لم نرى منها اي منجز يذكر لخدمة المواطنين وهم يذكرونا تماما بما كان يتحدث به رفاق البعث عن انجازات الثورة والحزب وهي عبارة عن اوهام وخيالات مرسومة فقط في عقول ازلام السلطتين السابقة واللاحقة ولم نرى لحد هذه اللحظة اي اعتراف بالفشل او اعتذار للشعب الذي انتخبهم واوصلهم الى السلطة.. فبدل ان يكونوا سلطة لخدمة الشعب كانوا خلال هذه السنين سلطة متسلطة على رقاب الناس البسطاء وارزاقهم. واصبحت السلطة عبارة عن سفينة مخروقة لاتحمل الاّ المفسدين والفاسدين والتي ستغرقهم اجمعين وستغرق البلاد والعباد معها لانهم بُلهاء غير عابئين بالام الشعب و تفوقوا على فساد الشياطين في السلب والنهب من خيرات هذا الشعب المسكين والمبتلى..اليوم وبعد كل هذا القتل الجماعي للشيعة في كل مكان بل وصل الارهاب الى ابعد نقطة شيعية كنا نظن انها آمنة ومستقرة حيث وصل اليها القتل والدمار فماذا بقي من الامن والاستقرار الذي يدعيه السيد رئيس الوزراء وقادته السياسيين والامنيين..؟فاذا بقي الحال على ماهو عليه فعلا نقولها وبكل اسف ان شعار البعث المشؤوم سيتحقق في العراق( لاشيعة بعد اليوم) ..لان معدلات الشهداء في حالة ارتفاع رهيب يصل الى عشرات الشهداء يوميا وهذا العدد سيخلف وراءه ربما خمسة اضعافه من اليتامى والارامل و الجرحى والمعاقين( جميع الضحايا والمستهدفين هم فقط من الشيعة ) فاي معركة خاسرة هذه ياسيادة الرئيس وانت تكبل اهل الوسط والجنوب بكل القيود وتحرمهم من ابسط الحقوق والخدمات وتنبطح امام الاجرام واهله من البعثيين والقاعديين والقتلة..فاذا كانت الحجة هي الخوف على وحدة العراق ..فالعراقيون وخصوصا الشيعة شبعوا حد التخمة وتقيأوا الشعارات التي تسببت في قتلهم وتمزيقهم اكثر مما وحدتهم وهم لايريدون وحدة مع من يُكَبّرْ على ذبح ابنائهم..وانت تعلم ياسيادة رئيس الوزراء ان معظم قادة الارهاب يجلسون في البرلمان ويستوزرون في حكومتك وانت اكثر من يعلم عن ملفاتهم وجرائمهم فالى متى يستمر سكوتكم عنهم وعدم فضحهم؟ ..فالارهابيون وداعميهم الآن هم في حالة غزو وهجوم مستمر على مدن وقرى الشيعة ويفجرون ويهجرون في اي مكان يختارون وهناك حلول كثيرة لردع هؤلاء السفلة ولكن نحن نعلم بان الحكومة ماضية ومصرة على ان لاتسمع اي شيء يذكرها بفشلها الامني والعسكري وهناك كثير من الاقتراحات التي قدمها بعض الكتاب والمفكرين الغيورين على هذا البلد و يجب ان توضع للدراسة والاخذ بها للدفاع عن شيعة العراق.. ومن هذه الافكار القيمة والتي طرحها الاخ والكاتب الغيور والوطني كريم بدر الحمداني وهو تأسيس جيش عقائدي شيعي للدفاع عن الشيعة وانا اضيف لهذه الفكرة العظيمة ان يشكل هذا الجيش من المحافظات الشيعية فقط بحيث يصبح لكل محافظة جيشها الذي يدافع عن حدودها ويغلق جميع المنافذ على الارهابيين اسوة بالاخوة الاكراد الذين لهم جيشهم الخاص بهم وهم من الكرد فقط وكذالك المناطق الغربية وصحواتها التي تتكون من السنة فقط فلماذا يتحسس السياسيون عندما يتعلق الامر بحماية الشيعة والدفاع عنهم في مناطقهم؟ على ان يكون هذا الجيش تحت امرة وتوجيهات الدولة وله قيادة عليا واحدة وان يكون واجبه فقط الدفاع عن الشيعة من الهجمات الارهابية والتكفيرية.. على قادة الشيعة ان ينهضوا ويقفوا وقفة رجل واحد وكفى خلافات واختلافات ويتجاوزوا عقد الماضي ويلتفتوا الى الدفاع المقدس عن وجودهم في هذا البلد الذي اصبح مستباحا من قبل كل الاشرار الذين يحيطون به ليفتكوا بابنائنا واهلنا..
https://telegram.me/buratha