هادي ندا المالكي
مثل اسم التحالف الوطني او التحالف الشيعي عنوانا بارزا في مسيرة الاحداث السياسية منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا لما شكله من ثقل سياسي وبشري في الساحة السياسية العراقية كما ان التحالف الشيعي لعب دورا كبيرا في تثبيت المحطات الاساسية والبارزة في التجربة الديمقراطية العراقية الفتية باعتباره يملك الاغلبية في البرلمان وفي الحكومة الا ان مسيرة التحالف الشيعي لم تسير على نسق واحد في قيمة العطاء والتاثير في سير الاحداث وتوجيهها من فترة الى اخرى، ويمكن الاعتراف ان التحالف الوطني في فترة الجعفري ليس هو التحالف الوطني في زمن الراحل السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله.
ولم تكن المحورية والتاثير في سير الاحداث للتحالف الوطني هي العلامة الفارقة بين الجيلين بل ان الادارة والتفعيل والاحترام والالتزام عناوين اخرى غابت وتراجعت في فترة رئاسة السيد الجعفري وهذا المعنى يعرفه القاصي والداني لان فترة التحالف الوطني برئاسة السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله كانت تمثل منطلقا قويا لحل الازمات وتفعيل المبادرات وتجاوز الخلافات بعكس فترة السيد الجعفري التي لم تزرع غير التقاطعات ولم تحصد الا الازمات مقابل عجز التحالف في حل هذه الازمات.
وبعيدا عن ارهاصات بدايات تشكيل التحالف الوطني في فترة رئاسة السيد المالكي بدورته الثانية وكيف ان كلمة الجميع اتفقت على اقصاء المجلس الاعلى صاحب فكرة انشاء وتفعيل التحالف الوطني ومنح دفة القيادة الى السيد ابراهيم الجعفري لارضاء الرجل وللتمادي في تهميش المجلس الاعلى بغير وجهة حق بعد حالة التراجع التي حدثت للمجلس ليس بسبب قلة الاصوات ولكن بسبب قانون الانتخابات ولكن مع كل هذه التصرفات العدائية والانتقامية الا ان المجلس الاعلى بقي وفيا وملتزما بمبادئ التحالف الوطني وجزء لايتجزء منه ومشارك فاعل في اجتماعاته ومناقشاته وسباق دائم الى الدعوة لانعقاده وحل المشاكل التي تواجه التحالف والعملية السياسية.
غير انه في الفترة الاخيرة تصاعدة الاصوات من هنا وهناك تتهم المجلس الاعلى مرة بالغمز واخرى باللمز بمحاولة اضعاف التحالف او تمزيقه وشق وحدته رغم مواقف المجلس المعلنة في دعواته المتكررة للتحالف بالانعقاد ومعالجة الازمات والمشاكل التي تتسبب بها حكومة المالكي ولمناقشة اسباب التدهور الامني وانعدام الخدمات وعدم اقرار القوانين المهمة الا ان كل هذه الدعوات والمطالب لم تجد من يتجاوب معها من رئاسة التحالف او من الكتل الاخرى التي وجدت في التحالف فرصة لتصفية حساباتها.
ان غياب دور التحالف الوطني لا يكمن في حقيقة الاتهامات الموجهة للمجلس الاعلى بتعطيل دور التحالف انما تكمن في لندن وبمعنى اخر بسبب تواجد زعيم التحالف الوطني السيد ابراهيم الجعفري في لندن خاصة في الفترات التي تشتد فيها الازمات وفي الاوقات التي تشهد خروقات امنية رهيبة.ان التحالف الوطني صناعة مجلسية خالصة ولا يمكن لاي طرف ان ينكر دور المجلس الاعلى في تشكيله وتجذيره حتى مع محاولات البعض سرقته ومؤكد ان من يصنع الشيء لا يمكن ان يتخلى عنه بل يتمسك به حتى مع العيوب التي تظهر هنا وهناك لان الحرص والخوف على الامة كفيل بمعالجة هذه الاخطاء والهفوات.
ان غياب الجعفري وتواجده المستمر في لندن مع عائلته واحفاده عطل دور التحالف وافقده هيبته واذا ما اريد عقد اجتماع للتحالف فلا بد من ذهاب الجميع الى عاصمة الضباب والسل وليس مقبولا اتهام المجلس الاعلى بالتقصير لان المجلس لم يتسلم رئاسة التحالف ولم يسافر اعضاءه الى لندن.
https://telegram.me/buratha