حيدر عباس النداوي
ظهر مفهوم التخصص وتقسيم العمل كواحد من المفاهيم العلمية الاساسية مع بوادر الثورة الصناعية التي قامت في اوربا وأطاحت بالمفاهيم البالية التي كانت سائدة في الفترات السابقة الا انه مع التجارب الواقعية التي اثبتت جدوى وفاعلية التخصص في تحقيق التقدم والربح والنجاح الا ان الكثير من الدول والمؤسسات لا زالت تعتمد اساليب بدائية في الاختيار والتي من اهمها المحسوبية والمحاصصة والحزبية والعائلية وتهميش الاخر وهذه كلها تمثل عناوين جاهزة للفشل والتخلف.
والعراق الحالي هو افضل من يمثل حالة الاستثناء في عدم تطبيق مبدا التخصص وتقسيم العمل ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفي كل مفاصل الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية ولهذا نجد حالة التخبط والفوضى والعشوائية تسيطر على المشهد السياسي والامني العراقي حتى تسببت هذه الفوضى في نتائج سلبية في كافة مجالات الحياة أثرت بشكل مباشر على الواقع الخدمي والامني للمواطن وليس مؤكد انتهاء هذه الحقيقة المؤلمة في الفترة الحالية او الفترة المنظورة بسبب سيطرة العقلية الحزبية والشخصية والعشائرية على مقاليد ادارة الامور.
واسوء تطبيق لانعدام التخصص وتقسيم العمل وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو تشكيل اللجان البرلمانية في مجلس النواب وواحدة من مصاديق هذا التخبط والفشل والمحسوبية والمنسوبية والحزبية هو وضع شاعر مثل حسن السنيد الذي ينتمي الى الحزب الحاكم رئيسا للجنة الامن والدفاع النيابية التي من مهامها تقديم الخطط والمشورة والقوانين التي تعالج الثغرات وتطور جاهزية وخطط القوات الامنية.
وليس عجيبا ان يشهد الوضع الامني مثل هذا التدهور والانهيار طالما ان رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية شاعرا وليت شعري معرفة القنوات التي يمكن ان يتصل فيها الشعر بالامن نعم بامكان الشعر ان يثير الحماس والشجاعة والنخوة في نفوس الجيش والشرطة لكنه لا يستطيع ان يجاري خطط المجاميع الارهابية في التخطيط والمناورة والهجوم والمباغتة والامداد والتحرك، الشيء الاخر ان مزاج الشاعر وتكوينه ينطوي على الرقة والشفافية(طبعا ليست شفافية السيد الجعفري" بل شفافية ورقة الشاعر وهذه الصفات لا تلتقي مع صفات القائد والعسكري التي تتميز بالخشونة والغلظة والقوة والبأس.
سيكون امر التدهور الامني وعجز لجنة الامن والدفاع النيابية في ايجاد الحلول امر غير واقعي لو ان هذه اللجنة يتراسها احد القادة الامنيين السابقين او الحاليين ممن قدم استقالته بعد ترشيحه لكن العجب ينتفي لان رئيس اللجنة الامنية شاعرا مغمورا لم ينتهي من طبع ديوانه الاول والذي عنوانه "انهيار امني".
ان قبول السنيد برئاسة اللجنة الامنية مع عدم امتلاكه للمؤهلات التي تجعله رئيسا لهذه اللجنة انما يمثل استخفافا بدماء ابناء الشعب العراقي واستهانة بارواحهم وحبا بالسلطة والجاه والمال وهذا الامر واضح في منهج الحزب الحاكم فكما ان شاعرا رئيسا للجنة الامن والدفاع النيابية هناك مضمدا وكيلا اقدم لوزارة الداخلية.
يقول اتتاورك ..كيف لي ان اقود جيشا على وجه الدقة اذا كنت لا اعرف المواقف الحربية التي تجيدها الجيوش الاخرى ..اما حسن السنيد فلن يقول ما قاله أتاتورك انما سيستعين بمقولة المقبور للقلم والبندقية فوهة واحدة لتبرير وجوده وفشله..
https://telegram.me/buratha