سامي جواد كاظم
الرسالة الاسلامية غنية بالعلوم والمعلومات والثقافات وبكل صنوفها واشكالها فاذا ما اراد الباحث او المفكر او الفقيه ان يبحر في أي بحر من بحور الرسالة الاسلامية فانه سيجد ضالته بل ينذهل لما هو عليه الخطاب الاسلامي من تجدد واحتواء لكل الثقافات والافكار المستحدثة ، وحتى تظهر بداعة الثقافة الاسلامية فهذا يحتم علينا ان نحسن اختيار البحر وحتى النهر الذي نقتحمه لا ان نغوص وسط مستنقعات ضختها بعض العناصر الاسرائيلية المدسوسة واذنابها من بني امية واتباعهم .ومن بين ثنايا الكتب وانا اتصفح بها اذهلني موضوع البعض منحه درجة من الاهمية وهو لا يستحق الاشارة بل حتى يستحق التكذيب ، اقول وللاسف الشديد ان من يغوص بهكذا مجالات حتى وان كانت بحسن نية فان مردودها سلبي على الخطاب الاسلامي ويتيح الفرصة للمغرضين للطعن بالثقافة الاسلامية لاسيما من يتهم الاسلام بالتخلف وانه خطاب لا يلائم ثقافة العصر .هذه المسالة التي لا تستحق الحديث عنها هي مسالة طهارة دم وبول وغائط المعصوم، فعندما تكثر الروايات بهذا الخصوص في كتب النواصب والاموية والوهابية فانه امر طبيعي لانهم دسوا كثير من الروايات التي تمس شخص الرسول ولكن ياتي كاتب امامي يتطرق لهذا الامر ويستدل بادلة من كتب المخالفين ان هذا لشيء محزن ، ولان ادلة رد الموضوع كثيرة ولكننا نتفق مع الشيخ يوسف البحراني قدس سره بالرغم من انه من الاخباريين فانه ذكر هذه المسالة في كتابه الحدائق الناضرة بالقول " وهذا الخلاف مما لا ثمرة له الان" انتهى ، وانه عين الحق فما الجدوى من هكذا حديث ؟الشيخ زين الدين الكلبيكاني اشار الى هذا الموضوع في كتابه انوار الولاية وكان غير موفق في اشارته ومهما كانت الغاية من ذلك فانها اصبحت مستمسك لدى الوهابية للطعن بالامامية بالرغم من ان كتبهم تعج باسوء من هذا بكثير ولكننا لاندينهم لانها ثقافتهم التهجم على نبي الاسلام والاسلام .والاخر السيد محمد علي الحلو الذي اشار الى ذلك في كتابه عقائدنا بين السائل والمجيب ص 138 ان الدم والبول والغائط طاهر بالنسبة للنبي وهذا ينطبق على المعصومين ايضا ، والمحير انه استشهد بحديث في كتاب الاصابة لابن حجر 4/422 بالرغم من ان الوهابية تضعف حديث شرب ام ايمن لبول الرسول كون ابو مالك النخعي ضمن السند وياتي الحلو ليستدل به ، والامر المحزن ان عنوان الكتاب عقائدنا وهذا يعني ان من عقيدتنا طهارة البول والغائط ، وقد أجاد الميرزا جواد التبريزي عندما قال: وكيف ما كان فإنّ الاعتقاد بطهارة دم الإمام أو المعصوم عليه السّلام ليس من أُصول الدين ولا من ضروريات المذهب ، فيكون الأُولى لمن تردّد في ذلك إيكاله إلى الإمام عليه السّلام (الأنوار الالهية 202).واما المصادر الشيعية وهي طب الأئمة: 56، عنه البحار 62: 119 ح 39 ومستدرك الوسائل 13: 74 ح 14791، فلم تذكر حديث طهارة البول بل ذكرت قصة شرب دم الرسول من قبل حجّامه ، ولم نعثر عليه في قصص الأنبياء للراوندي.ولاحظوا التناقض في الاحاديث فام ايمن شربت بول الرسول لان الرسول كان يبول في اناء فخاري، ، كما في الإصابة لابن حجر 432 : 4. وما كانت ترويه عائشة أنّها لاترى من أثره صلى الله عليه وآله إلا كرائحة المسك ، فمن نصدق ؟، بل وفي رواية اخرى في ( الإصابة ) لإبن حجر ج 7 ص 531 يذكر ان بركة الحبشية كانت مع أم حبيبة بنت أبي سفيان تخدمها هي التي شربت بول النبي (ص) فكان يبول (ص) في قدح من عيدان ويضعه تحت السرير فشربته بركة ، فهل كان لرسول الله سرير مرتفع ام انه كان ينام على الارض ؟واذا كان له سرير فهل يضع اناء بوله تحت سريره ؟!!هل ان مكانة الرسول ستخدش لو قيل بنجاسة بوله ؟ واذا كانت مدفوعاته طاهرة فهذا يعني ان طعامه يختلف عن طعام البشر وجسمه يختلف عن جسم البشر وبالرغم من ان القران يؤكد على ان الانبياء المبعوثين للبشر هم من صنف البشر ياكل وينام ويمشي في الاسواق .وانا اقف عند حادثة شفاء الامام علي من رمد عينه بلعاب رسول الله والذي لو رفع كفه للسماء لاطبق السماء على الارض فهل يستغني عن الدعاء ليستخدم لعابه ؟ اليس هو من دعا الى سعد بن عبادة بالرزق ؟ فلم لم يقم بتحويل التراب الى ذهب ويمنحه الى سعد ؟ نعم هو قادر ولكن ما الحكمة من ذلك ؟ الا يكفي هذا القران العظيم المعجزة الخالدة التي عجز عن مجاراتها كل العقول ان يثبت مكانة الرسول عن الله عز وجل والملائكة والبشر ؟؟
https://telegram.me/buratha