مديحة الربيعي
ازمات أمنية متلاحقة وفشل ذريع في الخطط ألامنية المحكمة! التي وصفها رئيس الوزراء في لقائه على قناة العراقية ب (الخريطي) والذي على مايبدو هو أقرب وصف ينطبق على التدهور الأمني الذي مللنا الحديث عنه وسط صمت حكومي مطبق أمام الموت بالجملة,وعلى الرغم أن رئيس الوزراءهو القائد العام للقوات المسلحة ومن المفترض أن يكون المسؤول بشكل مباشر على الخطط الأمنية التي تواجه مخططات الموت الأرهابية, ألاأن الواقع مختلف تماما" فالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والأحزمة لاتكاد تفارق يوما" واحدا" من أيام العراقيين,حتى أصبحت العودة للمنزل بعد أنتهاء الدوام أنجاز يستحق التهنئة لمن عاد الى منزله سالما" ليختم يوما" مليء بالموت يتلوه يوما" آخر من الترقب والحذر يحمل رائحة البارود ويفتح باب الموت على مصراعيه أمام الابرياء في يومٍ آخر مليء بالدم, ورغم ذلك كله لانجد أهتماما" أومبالاة من قبل المسئولين كأن يعلن أحدهم أستقالته, أو حتى تحمله المسئولية عن فشل الخطط الأمنية المهترئة التي هي في الحقيقية ليست أكثر من أكذوبة وجرعات تخدير تطلق في القنوات الأعلامية لأقناع الناس الذين فقدوا الثقة تماما" بالحكومة وتصريحاتها الرنانة بل يزداد الوضع سوءا" بعد كل تصريح حكومي,أن الحكومات التي تحترم شعوبها يُقِدِمُ قادتها على الأعتراف بالتقصير والاستقالة عن أخطاءٍ بسيطة أو حتى عن الأحداث التي لم يكونوا مسؤولين عنها بشكل مباشر كما حدث في اليابان عندما ركع رئيس الوزراء الياباني على ركبيته وأجهش بالبكاء أمام احد الموطنين طالبا" السماح لأنه أتهمه بالفشل في مواجهة تسرب الأشعاع النووي من المفاعلات بسبب كارثة تسونامي ,وأعلن عن أعترافه بالتقصير وطلب السماح من الشعب الياباني, وفي حادثة أخرى في القضاء الروسي غفل احد القضاة في روسيا للحظات ونام لدقائق في احدى الجلسات في المحاكم الروسية فبادر لتقديم أستقالته على الفور اعترافا" منه بالتقصير,أما في العراق فيسقط العشرات والآلآف يوميا" ولانسمع عن استقالة مسؤول واحد أو أعتراف بالتقصير أوحتى الحضور للأستجواب امام البرلمان, وكل مانسمعه ونراه هو سباق في التصريحات والظهور الاعلامي والتقاط الصور أمام الكاميرات وكيل الأتهامات كلٌ للاخر وكأن الموضوع يتعلق بمسابقة أخطر تصريح أو أجمل صورة! آخذين بالحسبان الأنتخابات البرلمانية المقبلة وكيف يسعى كل منهم الى حجز تذكرته في الرحلة البرلمانية التي تمثل أكبر هموم المسؤولين, في حين أن الدم العراقي لم يكن حتى على قائمة أولوياتهم فقد حُذِفَ منذ أمدٍ بعيد من لائحة أولوياتهم,وفي كل أسبوع يخطب رئيس الوزراء ليتحدث عن الوضع الامني والتدهور الحاصل والأجراءات التي ستتخذ وعند مقارنة الكلام بالواقع نجد أن الأمر لايتجاوز الكلام بل هومجرد نظريات وطروحات لانجد لها تطبيقا" على أرض الواقع,لقد سئمنا خطبكم ووعودكم الكاذبة , فالموت قد أزهق الآف الأرواح والارهاب يصول ويجول في أرض الرافدين, والشعب قد سئم الشعارات والخطابات, وختام القول الى كل من يهمه الأمر اتقوا الله في شعبكم فأن الله رقيب على افعالكم وسيحاسبكم حين تقفون بين يديه.منشور في جريدة المراقب العراقي
https://telegram.me/buratha