حيدر سهر
انتقلت حمى الصراع السياسي بين الأحزاب الداخلة في العملية السياسية والمعارضة لها الى الشبكة العنكبوتية، فالتنافس فيما بينهم لم يقتصر على أطلاق التصريحات من خلال وسائل الأعلام المرئية والمطبوعة بل انتقل الى ما يشبه الحرب الرقمية.فقام العديد منهم أنشاء جيوش الكترونية أو مجموعات من المخترقين (الهكرز) وتدريبهم على كيفية اختراق حواسيب المؤسسات الخاصة والمنشآت الحكومية وهذه المجموعات تعمل ضمن خطة معينة وتقوم بشن الهجمات على المواقع التي تعتبرها عدوا بعد ان تتلقى الأوامر من رؤسائها.ولم يكتفوا عند هذا الحد بل أنهم أنشأوا حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي (كالفيس بوك) (وتويتر) بأسماء وهمية من اجل إيصال أفكارهم الى مؤيديهم، فالتسقيط السياسي وكسب ود أطياف الشعب هي السمة البارزة في الآونة الأخيرة في مواقع التواصل الاجتماعي.فما تشهده غالبية هذه المواقع صراع قريب من الحرب الالكترونية بمفهومها العام ، فهجوم الصفحات على بعضها البعض من اجل إغلاقها على أشده ، فمؤسسي هذه الصفحات الكبيرة التي تضم آلاف المعجبين يشنون حملات مستعرة في ما بينهم من اجل إغلاق الصفحات المعادية ،وهذه العملية يشترك فيها الجميع، وهنا تكمن الخطورة لان أغلب المشتركون في هذه الصفحات ينتمون لشريحة الشباب، وكثير منهم يعدوها لعبة من اجل القضاء على الآخر بشتى الطرق المشروعة والغير مشروعة وهذا ما عزز من لغة الكراهية بين أفراد المجتمع.فرؤساء هذه الصفحات يعطون التعليمات الى مؤيديهم بالهجوم على الصفحة التي يعتبروها عدوا، ويقومون بالبلاغ عنها كصفحة مسيئة او غير مرغوب فيها من اجل إغلاقها ،والطرف الآخر يفعل الشيء نفسه في الوقت نفسه ويشترك في هذا الهجوم آلاف من مرتادي هذه الصفحات .ولم تقتصر هذه المعركة الالكترونية على البلاغات فقط بل وصلت مرحلة (تهكير) بعض الصفحات الرسمية للحكومة ولقادة الكتل السياسية كما حدث سابقا في مواقع العديد من السياسيين ورجالات الدولة.لقد استغلت هذه المجاميع شغف العراقيين بمواقع التواصل الاجتماعي من اجل تمرير أفكارها بإلغاء الآخر ، وعملوا أيضا على زرع التفرقة بين أطياف المجتمع ،وانشأوا مجموعات من (الهكرز) باتت تهدد العالم الالكتروني او الحكومة الالكترونية المزمع أقامتها من قبل الدولة ،وتهدد أيضا المعاملات التجارية بين الأفراد او المؤسسات التي تنجز من خلال الشبكة العنكبوتية. وأنتج هذا الصراع ايضا جيل جديد من المخترقين يعملون لحسابهم الخاص، من خلال اختراق حواسيب الأفراد والاستيلاء على بياناتهم وابتزاز اصحابها من اجل المال.ان الثورة التكنولوجيا التي أوجدت العالم الرقمي تقف عاجزة أمام إيقاف الهجمات الالكترونية ، فهذا العالم الافتراضي يصعب السيطرة عليه ،لان العالم الالكتروني تنعدم فيه القوانين، وتتبخر فيه الحدود التي تفصل بين الدول ، ولا وجود للحواجز الأمنية التي تحمي المنشآت الحكومية والمصرفية مما يسهل عملية اختراقها وسرقة بيانتها او اتلافها.ومن هنا ينطلق أهمية دور المؤسسات الدينية والتربوية في توعية المجتمع من خطورة الانتماء الى هذه المجاميع التي تعمل على سرقة او اتلاف بيانات المؤسسات الخاصة او الحكومية، فالواعز الديني والاخلاقي هو السلاح الذي يجب ان يرفع بوجه هذه التنظيمات لإيقافها او الحد من انتشارها.
https://telegram.me/buratha