المقالات

(طوزخرماتو) مدينة وسط الركام

390 09:46:00 2013-08-24

احمد سعدون

يقع قضاء طوزخرماتو بشمال شرق العراق تابع لمحافظة صلاح الدين وكانت عائدة لمحافطة كركوك لحين أجراء تعديلات الإدارية عام 1976 حيث ألحقت بمحافظة صلاح الدين أصل التسمية هي طوز أو دوز اي الملح وخورما اي التمر وتو اي التوت وهي تسمية تركمانية بحتة حيث تشتهر المدينة بكثرة البساتين التي تتضمن اسم المدينة ولقد استوطنت العشائر التركمانية هذه المنطقة منذ الآلاف السنين فيمتد تاريخ سكناهم إلى 800 سنة وهي تأريخ مدينة طوزخورماتو الحديث، وقد ورد ذكرها في الألواح القديمة بأنها كانت محل بابلي وأصبحت بعد ذلك مهد الحضارات البابلية والآشورية والسومرية .هذه المدينة ذات المكون التركماني بطيفها تتعرض يومياً لإبادة جماعية لسكانها بأبشع المجازر من القتل والذبح والخطف والتفجير والتهجير وتغير الديمغرافي بصورة مضاعفة عما كانت عليه قبل سقوط النظام السابق بكل قسوة وتحدي على يد قوى الإرهاب والتكفريين امام مرأى ومسمع العالم اجمع ولم نلاحظ في اي وسيلة إعلامية كانت غربية او عربية او الأمم المتحدة او منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني تعبر عن استيائها او استنكارها لهذه المجازر عكس ما يحدث في باقي الدول العربية والأجنبية وهي تتعرض لربع ما يحدث في هذه المدينة المنكوبة نرى بيانات الشجب والاستنكار والاجتماعات الطارئة والخروج بنقاط وتوصيات واستنفار منظمات الإغاثة في تقديم يد العون لهم وإرسال سفراء السلام اليهم ، ولكن هذه المدينة وأهاليها بقيت تعاني الظلم والاضطهاد والإهمال من قبل الحكومات التي تعاقبت عليها مستخدمين سياسات التعريب والتكريد بحقهم لأهمية موقعها كشقيقتها تلعفر تحتل موقعاً استراتجياً مهما فهي تقع بين الإقليم الكردي وبين بغداد وبين صلاح الدين وكركوك، فالأول يحاول ابتلاعها مع كركوك وغيرها من المدن التركمانية عبر مخطط المناطق المتنازع عليها قبل إعلان استقلاله وانفصاله عن العراق وللثانية مخططات مماثلة لضم طوزحورماتو وغيرها من المناطق التركمانية المتنازع عليها للدولة العربية السنية التي قد تكون عاصمتها صلاح الدين وحكومتنا التي تتدعي بأنها حكومة الشراكة الوطنية التي تنادي بها جهاراً نهاراً تتخلى عن أخيها في وسط آفات الإرهاب وصراع الإرادات وهي تتحكم بها بدون وضع حلول او معالجات للحد من هذا الاستهداف المتكرر وكذلك الصمت المطبق للرأي العام أمام صيحات الاستغاثة والنصرة التي يطلقها اهاليها وهم يفقدون جميع أبنائهم وممتلكاتهم يوماً بعد آخر في مشاهد مروعه وصور مآساوية بعد ان اكتظت طرقاتها بركام المباني المتداعية والطين والقاذورات والرماد والرصاص والدماء وربما حتى بقايا لجثث شهداءها وهي مازالت تحت الركام .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك