المقالات

خارطة الصراع في العراق .... الى أين ؟!!

375 14:15:00 2013-08-24

محمد حسن الساعدي

شرعت القوات الأمنية بعملية واسعة لملاحقة المجاميع الإرهابية. ويبدو أن الحكومة استيقظت للتو من غفلتها ، لتعلن البدء بملاحقة الإرهابيين في عموم البلاد، تحت عنوان "ثأر الشهداء" والذي بقدر ما فيه من التصميم الظاهري على الأقل على القصاص من المجرمين. عموما، الا أن الحكومة كانت عاجزة تماما ولم تفعل شيئا قبل ذلك، ولكن الصراعات بني المكونات السياسية ، وعدم التنسيق بين المؤسسات المعنية بحفظ الأمن عمل على شلل قراراتها، رغم أنها غير كفوءة بما يكفي لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ومواجهة الإرهاب .الحكومة رغم تأخرها في معالجة الأمور وعجزها في أدارة الكثير من الملفات والسعي الجاد لبناء المؤسسات بعد عشر سنوات على سقوط النظام البائد، إلا أنها بقرارها الأخير ربما تكون قد فعلت خيرا.خطة الحكومة تسير في أتجاهين :الأول: القيام بعملية واسعة لملاحقة قوى الإرهاب .والثانية : السعي الى مسك الارض والسعي الى التواجد الامني في اغلب المناطق التي كانت ساقطة بيد الارهاب والسعي في الانتشار في المناطق الواسعة والساخنة في عموم البلاد في آن واحد.المجاميع الارهابية والتي يمكن ان نطلق عليها "السياسية" تركز على المواطن في ضرباتها كونه المادة الاساسية لاشعال الحرب, من أجل خلق حالة من الفوضى الامنية والسياسية يراد منها تسقيط العملية السياسية والتشكيك بقدارت الحكومة لحفظ ارواح الناس والطعن في مهنية القوات الامنية ورمي اللُوم على ضعف أداءها. من خلال أستهدافها للمؤسسات الحكومية ودور العبادة وأماكن التجمعات والاحياء السكنية, لتخلق حالة أرباك وفوضى أمنية عارمة تدخل البلاد بحالة من الذعر والخوف لتدمر مفاصل الحياة وتعطل المشاهد اليومية الامنة.ومثل هذا الاستهداف عادة ما تتعرض له الدولة التي تعيش حالة التحول من الدكتاتورية الى الديمقراطية. وهذه الظاهرة تنشط وتنمو في المجتمعات التي تعاني من كثرة الاحزاب السياسية وضعف القانون لان هذا الكم من الاحزاب يخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي ، والتخبط في التعاطي مع المفاهيم السياسية والتنافس المغاير للمفاهيم والسلوكيات السياسية السليمة، ومن هنا تمارس الأساليب الإرهابية تحت مسميات وذرائع عديدة. وإيجاد مخارج سلوكية لإضفاء نوع من المشروعية المقبولة على أعمالها بأعتبار تبرر غايتها بغية الوصول الى سدة الحكم لتنفيذ أجندتها السياسية. وعادة ما تستخدم تلك الاحزاب لغة التحريض في سجالاتها وحوارتها العلنية والسرية والتنويه باستخدام العنف كوسيلة لحسم النزاعات فيما بينها , وعادة ما تستخدم تلك الاطراف وسائل الاعلام منبر خطابي يؤجج الصراع والعنف داخل المجتمع العراقي والذي هو محتقن اصلاً بعد احداث 2005 .السؤال الذي يتبادل في ذهن المشاهد والمتابع " العراق الى أين؟ " في ظل هذا المسار الدموي والصراع الغير معقول بين الخصوم والفرقاء؟ ومن سيمسك الارض فعلاً ؟!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك