الحق المهتضم
قبل البدأ كان الخطباء في الستينيات يتناقلون طريفة مفادها أن بعض مجتمعات ( الشيعية ) في إحدى الدول العربية ، و لطيبتهم المفرطة عندما يسمعون إسم الحرّ الرياحي ( رضوان الله عليه ) يلعنوه قبل أن يسلم .
و أنا أقول لمحبي الشيخ جلال الصغير : لا تلعنوني قبل أن تكملوا قراءة المقال لأني لم أكن يوماً أبغض أو احارب سماحة الشيخ جلال الصغير حتى اُسلم و أسلم من لعناتكم لي ، و ثانياً إن أثارتكم ( كلمة الطائفي الشيخ جلال ) فإني تعّمدت أن أكتب هذه الجملة كما فعلها ( الصحفي المخضرم نجاح محمد علي ) عندما كان يحّرر في بعض مقالات شهيد المحراب ( قده) أيام المعارضة إذ أضاف على النص كلمات فيها مغازلة لأمريكا !
وعند نشر المقال في الصحف الإيرانية إتصل الإعلاميون الإيرانيون بشهيد المحراب و أبدوا إستغرابهم لهذه المغازلة . شهيد المحراب هو الثاني إستغرب كلامهم و عندما قرأ المقال وجده مخالفاً للنص الذي سّلمه ( لنجاح محمد علي ) و بعد التحقيق تبيّن أن ( نجاح ) من تصّرف بالنص ، و أضاف الكلمات.
و لما سأله شهيد المحراب عن هذه الإضافة قال : إني وجدت المقال جامدا ً فأضفت عليه هذه الكلمات للإثارة . و كان هذا سبب إخراج ( نجاح ) مع عوامل اخرى من إعلام المجلس الإعلى ، علما ً أنه كان يحضى برعاية خاصة من شهيد المحراب ( قده ) و رّداً للجميل بدأ ( نجاح ) حرباً شعواء لا هوادة فيها على شهيد المحراب و شـّـكل مع سمير عبيد و سرمد و الليثي و بقايا سقط المتاع إئتلافا ً لمحاربة شهيد المحراب و النيل منه مثلما نشهد ( إئتلاف المصالحة الوطنية أو إئتلافات البرلمانيين للوقوف بوجه كل قرار فيه مصلحة للشعب العراقي المذبوح بل أن البعض الذي يعتّد منهم يقف و لا زال مع الإرهابيين ).
من هذه المقدمة أدخل و كما يقال ــ في صلب الموضوع . في الأيام الاولى لتشكيل مجلس النواب العراقي و كان وقتها سماحة الشيخ الصغير نائبا ً ــ بحق و ممثلاً أميناً للمحرومين و المستضعفين ــ . بدأت بوادر الشؤم و الذبح بأتباع أهل البيت ع في ( قضاء المدائن ) فهّب الشيخ الصغير و زأر في مجلس النواب و بكل صراحة قائلاً : إن أتباع أهل البيت ع في المدائن يتعّـرضون للذبح على الهوية .
و بعد دقائق أطل علينا ذو الوجه البهي صاحب السماحة الشيخ عبد الهادي الدراجي ( كأنه عتوي مطابخ ) على قناة إخته ( الجزيرة ) وقال : إن من يقول : أن الشيعة في المدائن يذبحون على الهوية فهو يريد أن يشعل فتيل الحرب الطائفية فلا صحة للذبح . و أرجو أن أكون مخطئا ً في هذه المعلومة لأني لن أنسى مثل هذه المواقف .
إذن عرفتم لماذا أسلفت في عنوان مقالي بأن الشيخ جلال كان طائفيا ً ! مضافاً الى أنه هو السبب في تلكؤ المشاريع العمرانية في العراق ، و منع إنجازها ، و هو سبب تلوث المياه و إنحسارها ، و ربما إتفق مع ( اوردگان ) في شحة المياه ، كما أنه كان حاظناً للقتلة كما كان يقول( الرفيق الهارب محمد الدايني مد ظله ) و القائمة تطول .
و ما أثار إستغرابي هو ما خرج به علينا ( حضرة النائب عن دولة القانون و الذي يقال عنه أنه يمثل دولة رئيس الوزراء ( ــ و الله تيهـّـت بين دولة وحضرة ــ السيد ياسين مجيد ) عندما أتّهـم السعودية و قطر برعاية الإرهاب . و لي مع سيادة النائب وقفة ليسمح لي فإني ــ لا اجيد فــّـن السياسية و كما يقال ـــ اقولها دغري ــ .
من يتابع أخبار القادة الأمنيين يقف موقف المتحيّر ــ و ينثول ــ من تناقضاتهم ...!!!فبالأمس القريب زار السعودية السيد الوكيل الاقدم ــ ممثلاً دولة السيد رئيس الوزراء ــ و تـمّ الإتفاق بشأن السجناء و المحكومين من الطرفين العراق و السعودية . و بحمد الله بعدها بأيام توالت ــ عملية تبييض السجون من المحكومين بالإعدام كما كان نغب صدام عدي الكسيح بعلمية تبييض السجون !
و كانت حكومتنا الرشيدة أولاً و أخيرا غير مقصرة بل ــ ذبينه الصوچ بروس المگاريد ــ و ربما يتمّـنى بعض العراقيين لو أنه يتهّم بــ ( أربعة إرهاب ) لينعم بكهرباء ، و ماء صافي ، و خدمات الموبايل ، و الإتصال المجّاني للأنترنيت ، و التبريد ، و الأكل درجة اولى ، و كأنه في جزر الكناري ــ مو طيور الكناري !عفواً وقع خطأ مطبعي أرجو التصحيح قبل فوات الأوان وهو :أن السجناء العراقيين في غالبهم أبرياء لا يتنعمون بما ذكرت من وسائل الراحة بل إن الذين يتنعمون هم من الطبقة البرجوازية و بعضهم من أبناء الامراء في السجون النموذجية ــ إسمحو لي أن أخرج عن المألوف و ألعن ... من .... ( حيث كان المعتقلون في سجون صدام يخيطون ملابسهم التي تتيبّـس بسبب قدمها بعظام الدجاج الذي يأتي إليهم بعض الأحيان و بعضهم خرج مصابا ً بعشو ليلي لأنه لم ير النور لسنين ) .
و على كل حال نعود للرفيق ( عفوا للناطق الرسمي لدولة رئيس الوزراء ) إذ أنه نسي أحد خطب الجمعة و التي ذكر فيها الشيخ جلال ما مضمونه :من أن ملك السعودية ــ الهتر ــ عبد الله قال :أرمي العقال في الزبالة إن تم الحكم للشيعة في العراق .
طبعا ً ( عبد الله يصعب عليه هذا النص فربما تصرّف الشيخ جلال بالنص لأن صاحب الجلال لا يمكنه أن يتكلم بهذه البلاغة لأنه يقرأ النص مثل قراءة ـــ گـرنبع ــ) .! و الغريب أن سيادة النائب كان كمن أفاق من حلم و تكلم بما لا يفقــه ! و حينما سمعت هذا التصريح تذكرت قصة ( شيخ العشيرة طروال ) و إليكم الموجز : كان شيخ طروال قد نجح في الإنتخابات الرئاسية خلفا ً لوالده الشيخ ( مشاري كما هو حال الفوز في إنتخاباتنا )
و حدث في القرية حدث غريب و هو : أن ثوراً جاء ليشرب الماء من ( كوز صغير ) فعلق رأسه داخل الكوز ، و هنا إحتار أهل القرية في كيفية إخراج رأس الثور ! فهرعوا الى شيخهم يسألوه فأطرق الشيخ طروال الى الأرض ثم رفع رأسه و صاح ( لگيت الحّــل ) : إذبحوا الثور .فما كان من ( الفلگان ) إلا ّ أن أسرعوا و ذبحوا الثور ، لكن الرأس بقي عالقاً في الكوز .و عادوا الى ( أنشتاين عصره ) و قالوا له : لم يخرج رأس الثور ؟فأطرق ثانية ثم قال : إكســـروا الكــــوز .!و بعد أيام مضت على الحادث الذي شاع خبره بين القبائل العربية( كما هو حال الأخبار في قنوات الأعراب و القنوات البعثية في العراق )مرض شيخ طروال مرضاً ً مستعصياً ًلا يرجى شفاؤه( مثل أمراض الكثير من السياسيين و الوضع السياسي في العراق الذي نقطع بعدم شفائه ) .زارتهم القبائل الاخرى فوجدوا أهل القرية عند رأس الشيخ طروال يبكون .فخاطبوهم : إن الله سينعم عليه بالعافية ، فلم هذا البكاء ؟و بما أن أهل القرية يعرفون مرض شيخ طروال ( كما يعرف العراقيون مرض السياسيين المزمن في ملازمة الكرسي ليس من عوق بل من عدم تسليمه لغيرهم لأنهم من أحباء الله و قد حباهم بهذه المنزلة الرفيعة )
أجابوهم : نحن لا نبكي لمرض الشيخ طروال و لكنا نبكي إذا لا سمح الله أن يموت الشيخ من سيخلفه في مكانه و من يكون في فهمه و ذكائه المنقطع النظير . و ها هو التأريخ يعيد نفسه إذا إنتهت المدة المقررة للسادة النواب من أين نحصل على مثل هؤلاء العباقرة ؟لأن العراق و الزمن لا يجودان بمثل هؤلاء النوادر ، و أنه غير ولود بمثلهم فقد عقمت النساء .و كما قال سماحة الشيخ العطية نصره الله : ليس لدينا كفاءآت .عذرا ً لهذا الإسترسال و الى لقاء مع طروال آخر فإن الله يخلق من الشبه أربعين .
https://telegram.me/buratha