مفهوم الأزمة لدينا معقد نوعا ما، وهو مفهوم قائم بحد ذاته،ونحن كمعظم الشرقيين والعرب منهم على وجه الخصوص، نتيه عن الهدف عندمايكون قريبا، ولذلك نأخذ الكثير من الوقت لنصل إليه..وهذا هو الذي يعمق أزماتنا، ويجعلها متلاحقة حتى تبدو وكأنها أزمة مستمرة...
وما في شك أننا نواجه أزمة من هذا القبيل. ومعظم أزماتنا مرتبطة بما قبلها فتتلاقح لتستنبت ما بعدها..!.
الماضي بالنسبة لنا كتلة زمن مقدس، نخشى ملامستها، ولذلك لا نحسن التعامل معها، ففيما يفترض أن نتعامل مع الماضي مثل المرآة الموضوعة على الزجاجة الأمامية للسيارة، ينظر فيها السائق بين الفينة والفينة ليتعرف على من يليه، بتنا نتعامل مع مرآة الماضي كي نتأكد من صحة طريقنا، مع أن هذه مهمة عيوننا التي تنظر الى أمام، لا مهمة المرآة التي تنظر الى الخلف..!
والحقيقة التي لا يمكننا إنكارها، هي أن الماضي تحول الى كائن يعيش معنا، نسير ويسير معنا، بمتلازمة لا فكاك منها على الإطلاق..
صحيح أن الماضي تراثنا الذي تركه الذين سبقونا، لكنهم هم صناعه وليسنا نحن الصناع، غدا سيكون لأبنائنا تراث نحن صناعه، وسيضاف للتراث الأسبق، ليصبح ملكا للأمة، لكن أمة المستقبل إذا بقت على ما نحن عليه أسيرة للماضي الذي نحن طرف فيه، فإنها ستعيش في كارثة..!
ماذا سنخلف لأبنائنا..سلوا أنفسكم، خصوصا أيها المكابرون المعاندون سكان الجزيرة الخضراء.. لا شيء ستتركون خلفكم إلا الهم..
إذا كانت الأجيال القادمة حصيفة وتمتلك عقلا نابها، وهذا مما لاشك فيه، ستلعنكم وستلعن زمنكم، وسعيد من لا يكون ملعون، وأتمنى أن يكون هو..!
https://telegram.me/buratha