المقالات

وقفة سريعة مع الأعلام العراقي

517 00:59:00 2013-08-25

صباح الرسام

الاعلام العراقي بجميع وسائله المرئي والمسموع والمقروء للاسف اصبح في حالة هزيلة الا ماندر لابتعاده عن المهنية التي تعتمد اساسا على الصدق وايضاح المبهم للمتلقي الذي يبحث عن الحقيقة خصوصا في مجتمع مثل المجتمع العراقي الذي يبحث عن كل شاردة وواردة والمعروف باختلاف الرأي والذي يصفه المرحوم علي الوردي بانه مجتمع يبحث عن عيوب الاخرين ولا ينظر الى عيبه وهذا سبب رئيسي في تأثر الاعلام العراقي بهذا المرض لان القائمين عليه من نفس هذا المجتمع فتجد الاعلام ينزه الجهة التي ينتمي اليها وينسى ويتناسى اخفاق المسؤولين في الجهة التي ينتمي اليها الاعلام الذي اصبح منصات لاطلاق الصواريخ على الخصوم .للاسف ان المؤسسات الاعلامية حالها حال مؤسسات الدولة التي تعاني من الفساد الاداري بسبب عدم كفاءة ونزاهة القائمين عليها مهنيا ، وهذه كارثة اعلامية لانها يجب ان تكون مقومة لاداء المؤسسات ومحاربة للفساد باعتبارها سلطة رابعة وفي هذا الوقت الذي يعيشه العراق تعتبر السلطة الاولى ان كانت صادقة ومستقلة وبعيدة عن الانحياز وبعيدة عن الطمع ، وهذا يعتمد على تحرر الاعلام من النزعات العنصرية والطائفية والحزبية والشخصية وامتلاكه الكفاءة والمهنية .نجاح الاعلام ايصال صوت الشعب للمسؤول وايضا ابراز انجازات المسؤول وعندما يجد تقصيرا من المسؤول عليه كشفه للمواطن وحتى اذا كانت هناك همجيات من البعض من الشعب على الاعلام ان يبرزها كما هي ليكون اعلاما محايدا غير منحازا ليثبت للمتلقي بانه اعلاما مهنيا مقوما ومعالجا ومحاربا للسلبيات ان كانت بسبب المسؤول او من بعض المواطنين الذين يحسبون على الشعب لان الشعب العراقي حاله حال الشعوب الاخرى فيه الجيد وفيه الغير جيد وهذا يحتم على الاعلام ايضا محاربة الهمجية لا ان يقف معها ويدافع عنها بحجة الوقوف مع الشعب ضد المسؤول ، وهناك مؤسسات اعلامية فشلت منذ ولادتها لانها اسست للاساءة سياسيا ومن ثم انقلبت واصبحت بوقا بعدما كانت توجه اتهامات وفبركة لا اول لها ولا اخر وايضا فشلت لانها قبضت من المسؤول .الاعلام في العراق بحاجة الى مراجعة نفسه لانه اصبح في حالة يرثى لها لانه بعيد عن اساس المهنة وهي الحقيقة التي يبحث عنها المواطن ، فهناك بعض المؤسسات وخصوصا الفضائيات لا تبرز التطور والانفتاح الذي لمسه العراقيين فتجدها تعتم عنه وتبرز الاحداث المؤلمة فقط وتتغاضى عن انجاز هنا او هناك وهذه خيانة للمهنة الاعلامية خصوصا في بلد يحتاج الى مشاهدة انجاز يدخل الفرحة الى القلوب المتألمة بسبب الهجمات الارهابية ، والواجب على جميع المؤسسات الاعلامية ان تقف وقفة وطنية بوجه الارهاب لا ان تحبط المواطن وتزعزع ثقته بالقوات الامنية ، بل عليها اظهار الانجاز وتقليل التركيز على العمليات الارهابية ليشعر المواطن بالامان .واخير نجاح الاعلام يكون بالحياد والوقوف مع المواطن وايصال صوته للمسؤول ومحاسبة المسؤول الفاشل كما عليه افشال الجماعات التي تحسب على الشعب العراقي وهي سبب دماره ، وليس من الشجاعة محاربة المسؤول فقط او محاربة الارهاب فقط ولا تعتبر جرأة اعلامية بل الجراة والشجاعة تكون في محاربة المسؤول الحكومي الفاشل ومحاربة الارهاب وداعميه ومحاربة كل مواطن يتعدى الحدود ولايعتبر اعلاما ان تغاضى عن واحدة .ولكي نجعل الاعلام العراقي مهنيا وصادقا نحتاج الى هيئة قضائية خاصة بالاعلام تتمتع بالنزاهة والشفافية والاهم ايضا ان تتمتع باستقلالية بحتة كي لاتكون سيف بيد المسؤول يضرب به خصومه ويكون عمل هذه الهيئة محاسبة المؤسسات التي لاتتمتع بالمصداقية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك