المقالات

الازمة العراقية الكبرى ...!

371 08:27:00 2013-08-25

فلاح المشعل

يشهد العراق منذ احتلاله عام 2003 مراحل الإنهيار والتحلل من صيرورة الأمة العراقية ذات النسيج النفسي والعاطفي الموحد ، الى مجموعة طوائف ومكونات فرعية ذات جذور عنصرية ودينية وأثينية ومذهبية استجلبت أحزاب وتيارات تحمل ذات الجينات .الإحتلال يسجل ولأول مرة في التاريخ السياسي والإجتماعي العراقي ظاهرة انفجار المكونات الداخلية للمجتمع العراقي الزاخرة والمتآصرة ، ويحوله الى مجتمعات صغيرة تدعى دولة المكونات التي تهيمن عليها الهويات الاثينية والطائفية والقومية ، التي صارت تسعى لتأسيس دويلات صغيرة تقوم على اساس التنافس والتخالف والتصارع مع بعضها في إطار مسمى { الدولة الديمقراطية } التي تعتمد دستورا أعطى الأولوية والأهمية للمكونات الفرعية على حساب هوية المواطنة ومفاهيم الامة الواحدة العابرة للطوائف.تلك هي الازمة العراقية الكبرى التي ستنشأ عنها أزمات تجعل العراق يدور في دائرة مغلقة من الاشكاليات ، وأزمات الوجود والهوية والتمزق والتشظي ، وبالتالي موت الامة العراقية بعد ان ينشب الإقتتال بين هذه المكونات التي تتطلع للإنفصال من إطار التبعية وتؤسس لإماراتها الساعية لفرض إرادتها وهيمنتها بمعزل عن الدولة الأم ..!تفريغ إمارات طائفية تحت مسمى الفيدرالية ..! اي تجزئة الموحد .هذا الواقع ليس متخيلا ، وانما هو برسم التكوين والنشوء اذا ما قمنا بقراءة صريحة وشجاعة لإفرازات السنوات العشر الماضية .ان الأنماط السياسية والسلوكية لأحزاب الطوائف والقبائل والتيارات التي تصرح علنا بفقدان هوية الدولة الواحدة ، والموقف الواحد أزاء مايتعرض له العراق من تهديدات خارجية استراتيجية تنبئ بأنهاء وجوده ومثال ذلك قطع الروافد ومنع المياه عنه من دول الجوار تركيا وايران تقويض الحياة الزراعية في جنوب العراق ، جراء مياه البزول الايرانية المالحة التي صارت ترمى في شط العرب ، وكذلك في الموقف من غلق الممر البحري للعراق من قبل الكويت التي ابتدأت ببناء ميناء كبير متاخم للممر المائي العراقي ، بما لايسمح بحرية الملاحة فيما تبقى من ممر مائي ضيق سيخنق العراق ، ناهيك عن سرقة النفط العراقي في المناطق المتحاددة ، وغيرها من المواقف التي وقف العراق أزاءها ضعيفا مترددا ومستسلما لقدره وضعفه بسبب وجود سلطات هشة وصورية ترمي الى أهداف بعيدة ولاتلتقي مع بناء دولة قوية موحدة يسودها العدل وسلطة القانون ومنهج الحق والمساواة .حكومة الطوائف والمحاصصة تأخذها العزة بالأثم عن ممارسة دور البناء وترسيخ القانون وتأكيد اللحمة الوطنية وتجنب العصبيات الطائفية والعنصرية .حكومة تقوم على منهج الاستعداء الطائفي والصراعات المفتعلة وتمارس التزوير والفساد والسرقة بتناسب يرضي الجميع ، كأحد الثوابت في السلوك وتقاسم النفوذ والأموال ، تحارب النزاهة وتشيع الفساد بل تجعله القاعدة في التعامل والإجراء ولاتسمح بالاستثناء السليم المتمثل بالإخلاص والنزاهة والإنتاج المبدع .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك