احمد سعدون
عودتنا القيادات الامريكية في المنطقة على ازدواجية التصريحات بين الحين والاخر ، في الامس القريب صرح جنرال اميركي سابق على ان تفجير قبة الاماميين العسكريين هو بفعل الحكومة الايرانية على الرغم من القاء القبض على الاشخاص الذين قاموا بهذا التفجير والعقل المدبر تونسي الجنسية واعتقلوا في سجون الامريكان عندما كانوا متواجدين في العراق آنذاك وادلو باعترافهم وصرحت قيادات القاعدة عن مسؤوليتها عن هذا التفجير في مواقعهم الالكترونية وعلى لسان قياداتها واليوم يدلي السفير الأمريكي السابق في بغداد كريستوفر هيل بتصريح يكتشف فيه ان السعودية تمثل التحدي الأكبر والمشكلة المعقدة بالنسبة الى الساسة العراقيين وانها تغذي الحرب الطائفية في العراق وكأنما يكتشف شيئاً كان خافياً على العراقيين وهذه المعلومة ليس بجديدة عليهم لقد نادوا بها منذ السنوات الاولى بعد سقوط النظام ومن قبل جميع شرائحهم جهاراً نهاراً في كل مناسبة وفي كل محفل دولي منذ سنوات طويلة بأن النظام السلفي الوهابي يعلن حرباً طائفية ويشن هجمات ابادة ضد المكون الشيعي ولكن لم يجدوا من ينصت اليهم واخذ الاعلام العربي يطبل ويزمر لهذه التصريحات ويروج لها ، واثارة هكذا تصريحات وفي هذا الوقت يثير الشك والريبة لدى المراقبين وخصوصا وان الولايات المتحدة لم تصدر تصريحا الا وان كانت واضعة سيناريو مرسوم ومدروس وفق ما تفتضيه مصلحتها بدءاً من تاريخ اعلان هذا التصريح نجد انه صدر بعد اعلان السعودية دعمها الكامل للحكومة المصرية الجديدة بعد تخلصها من حكم الاخوان في مصر وثبوت المعلومات التي تؤكد بانها رصدت ملايين الدولارات لحكم الاخوان وفق خطة مرسومة مسبقاً لدعم هذا الحكم بكل قوة لتثبيته في مصر بعد ان حصلت امريكا على وعود من حكم الاخوان في بناء مستوطنات للاجئين الفلسطيين في منطقة سيناء وبذلك تحقق رضا تام لاسراائيل للتخلص من المستوطنات الفلسطينية واكمال مشروع خارطة السلام المزعومة في المنطقة الذي تتبناه الولايات المتحدة بعد تواطئ من قيادات الاخوان معهم اضافة الى ذلك هو المحافظة على اتفاقية كامب ديفيد في استمرار العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين مصر واسرائيل كما كان سابقاً في حكومة مبارك وان تكون مطيعة ومنفذه لأجندة وارادة امريكا في منطقة الشرق الأوسط، ولكن الدعم الاخير من قبل السعودية تجاه مصر لشعورها بان ثورة 25 يناير ضد مبارك خطفت من قبل قطر فسارعت لخطف الثورة الثانية من الاخوان لكي تعيد الزعامة والريادة لها في المنطقة وهي في حالة تسابق وصراع مستمر مع قطر في تدمير المنطقة من اجل الحفاظ على نفوذهما وكلاهما يريد ان يكون صاحب اليد الطولى المنفذة للمشروع الامريكي الصهيوني في اعادة الاستعمار التقسيمي في المنطقة ، واما الدور العراقي من هذا السيناريو هو حصوله على معلومة قديمة يراد منها إيصال رسالة أمريكية للجانب السعودي عن طريق إعادة هذه النبره الى الواجهة من جديد من خلال التصريحات الإعلامية لدولة القانون لقرب حلول الانتخابات النيابية بعد ان استنفذت كل التصريحات التي تستجدي بها عواطف الناس غير مكترثة بلطعم الامريكي في تشابك الامور، والحكومة ملزمة على مطالبة الولايات المتحدة في تنفيذ وعودها الموقعة مع العراق في تنفيذا لاتفاقية الأمنية معها ومن واجبها حماية العراق من العدوان السعودي بدلاً من اصدار التصريحات.
https://telegram.me/buratha