الكاتب: قيس النجم
مقاربتنا الرابعة في سلسلة كتاباتنا هذه, سنتناول واحدة من ميادين الأمية المهمة, التي تؤثر على تطور البلدان وخاصة النامية منها, وهي الأمية الالكترونية, وسنتناول واقعها في العراق...أسبابا ومعالجة.إن من أهم أسباب تراجع الثقافة الالكترونية في بلدنا, فبعد إن كنا نتمتع بموقع ريادي على المستوى الإقليمي قبل سنة (1980), التي شهدت الحرب مع إيران لمدة ثمانية سنوات, وكانت سبباً مهماً من أسباب ترجعنا, وكذالك الحصار الذي أنهك بنيتنا التحتية والعلمية بعد غزو الكويت1990, سبباً آخر لا يقل أهمية عن سابقه, وأصبحنا لا نستطيع اللحاق بقطار التكنولوجيا الذي سبقنا لمسافات, يكاد يكون من الصعب الوصول إليها إلا بالعمل الجاد والمثابرة, والجري سريعاً للوصول إلى مؤخرة القطار, في سبيل النهوض بثقافتنا الالكترونية.نحن بحاجة إلى حلول ناجعة ومدروسة للقضاء على الأمية الالكترونية, أو على الأقل نساير الدول المتطورة الأخرى تكنولوجياً عن طريق إرسال بعثات للتدريب والتطوير لديهم.هنا يقع الدور الرئيس في ذلك على عاتق المؤسسات المعنية بهذا الشأن, بالتدريب المكثف سواءٍ داخل البلد او خارجة, وتخص في بادئ الأمر الموظفين بكل الأصناف الإداري والفني لوزارات الدولة, وبعدها يأتي دور المؤسسات الأهلية والمجتمع المدني في نشر الثقافة الالكترونية, وتشكيل ورش عمل لتثقف المواطنين, والالتفات إلى الإعلام ودوره المهم خاصة المرئي والمسموع والمقروء, لتخصيص مساحة كافية في كل وسائلها, للنهوض في تطوير المواطنين, ونشر كتيبات تساعد المبتدئين في كيفية العمل على الانترنت والحاسوب.ولكن هذا كله مرتبط بنقطة مهمة للغاية لابد إن تتوفر, هي دور المواطن واندفاعه ورغبته بالتعليم, لاسيما إنه الركن الأساسي في عملية التطبيق لما ذكر, لولادة جيل متعلم ومتطور .لا نريد المقارنة, ولكن لنجعل من اليابان مثلاً يقتدى به, حين أصبحت نسبة الأمية الالكترونية 4% في عام 2000, بسبب خطط الحكومة الصحيحة, ودعمها لدوائر الدولة, ومؤسساتها بقوة في دورات تطويرية, والرغبة الموجودة لدى المواطنين في التعليم, سبب مهم أيضاً لوصولهم لهذه المرحلة من التطوير.اليوم علينا إن نبدأ بمكافحة الأمية الالكترونية والخروج من بطن حوتها, من خلال عمل دورات مماثلة للدورات التي أجرتها الجامعة التكنولوجية, لمكافحة الأمية والجهل الالكتروني, إذ كان للمشروع أهداف مهمة في تطوير قابلية المواطنين, على استخدام الحاسوب بطريقة سليمة وصحيحة, والتواصل مع العالم وتنمية الوعي ألمعلوماتي, والإلمام بكل ما هو مفيد ونافع وجديد, من خلال التصفح على الانترنت, ولكن هذه الدورات بدأت بالعد التنازلي لعدم دعمها من قبل الدولة, حيث بدأت الجامعة التكنولوجية, دوراتها في سنة 2009 , ومن خلال 48 دورة شارك فيها 446 شخص استطاعوا إن يطوروا مهاراتهم, وكان اغلب المشاركين هم موظفون, وفي سنة 2010 تم فتح 28 دورة وشارك فيها 339 شخص, وفي عام 2011 تم فتح 21 دورت, وعدد المشاركين لن يتجاوز 239 شخص, وكانت مدة الدورة 10 أيام ومدة الحصة الواحدة 3 ساعات, هنا نلاحظ أن الاهتمام بدأ بالتنازل وفي سنة 2012 و2013 كانت تفتقر إلى دورات مماثلة بسبب إهمال الحكومة, وعدم دعمها مثل هذه المشاريع مادياً, ويتوجب عليها توجيه الوزارات لعمل ورش تطويرية للموظفين, وجلب المختصين لإلقاء المحاضرات النظرية والعملية, وتكون شهادة التخرج هي المفتاح للترفيع الوظيفي لجميع وزارات الدولة..
https://telegram.me/buratha