احمد البيضاني
أثارت تصريحات (اللواء فاضل برواري قائد فرقة العمليات الخاصة) لبرنامج بعد التاسعة الذي بثته قناة العراقية مساء الخميس الماضي عن موضوع صفقة العتاد الفاسد المستورد لصالح جهاز مكافحة الإرهاب .. ردود أفعال متباينة في الأوساط المهتمة والمراقبة للشأن الأمني والنزاهة في العراق . ففي حين عدّها مراقبون وخبراء أمنيون أنّها تنصل من المسؤولية وخلط للأوراق وتضليل للرأي العام والمسؤولين في الدولة، رأى متابعون محليون ودوليون أن صفقة العتاد التي أبرمها جهاز مكافحة الإرهاب وبلغت قيمتها أكثر من ( 39 مليار دينار) لم تكن غير فضيحة بكل معنى الكلمة؛ تحدّى فيها الفساد؛ كل الحدود القانونية والأخلاقية والوطنية . أما ما ذكره اللواء برواري عن علم مكتب القائد العام للقوات المسلحة بالصفقة وموافقته عليها فهي محاولة اخرى لتحويل الأنظار وتشتيتها عن جوهر وحقيقة الموضوع الأساسي حيث أفادت المعلومات الموثوقة للخبراء الأمنيين ( أنّ مكتب القائد العام لا يستشار ولا يحاط علما بالعقود التي يبرمها جهاز مكافحة الإرهاب ولا تستحصل موافقاته عليها بل أن نتائج وتقارير اللجان المتخصصة التي شكلها المكتب للتحقيق في الموضوع ذاته تدحض المزاعم التي ساقها اللواء برواري وتضعها في خانة التضليل والكذب والأفتراء والمحاولات اليائسة للإفلات من الاستحقاقات القانونية المترتبة على هذه الصفقة الفاسدة التي هدرت واستباحت المال العام دون وجه حقّ وأضعفت القدرة القتالية لقوات مكافحة الإرهاب...).أن هذه الفضيحة لا يمكن وصفها بالسرقة والفساد فقط بل هي خيانة للواجب والأمانة والوطن ، وهذه بحد ذاتها دعوة إلى الجهات الرقابية في مجلس النواب وهيئة النزاهة لإعادة فتح هذا الملف الخطير وكشف ملابساته والتحقيق مع الفاسدين والمتورطين فيه وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل .. ايما كانوا او كانت صفتهم .
https://telegram.me/buratha