بقلم : محمد أبو النواعير ..
أقسم بربي الذي لاشريك , أن أخبارا قرأتها في الصُحف , جعلت قلبي يعتصر ألما , حتى كدتُ أقضى من الحزن والألم .. نعم هي أخبار أفرحت البسطاء , وأحزنت أصحاب الوعي والفطنة .. هذه الأخبار هي عبارة عن سلة مغريات لها وجهان , في وجهها الأول الظاهر , هي مغريات للمحرومين بعد أن أجاعهم سيدهم , وأذلهم , وأراهم ذل الحرمان , وقسوة العوز والجوع , وهي مغريات بوجهها الثاني لرجال الحكم والتحكم , كثمن لشراء القلوب والسيطره على العقول , لتوجيه هذه العقول والقلوب نحو عِجلِ (السامري) الجديد .. تحدثت هذه الأخبار عن مجموعة قرارات تم إقرارها من قبل شخص السيد رئيس الوزراء تعنى بالإلتفات الى الشعب (من ناحيه ماديه نوعا ما) , بزيادة سلم رواتب الموظفين المسحوقين , هؤلاء الموظفين الذين جلهم رفعوا سيوف المعارضة والممانعة ضد التميز الطبقي الذي يمارس ضدهم بفورقات كافره في سلم الرواتب , ما بينهم , وبين آلهة العراق الجدد وأربابه المُنعِمينَ على عباده , والمتنعمين بخير بلاده , وذلك من خلال خروج الموظفين وكل أبناء الشعب المسحوق في مظاهرة ستكون كقنبله نووية تتفجر لتحطم عروش آلهة الظلم في العراق الجديد .. والخبر الثاني يقضي بدفع مبالغ ماليه كبدل عن مفردات البطاقه التموينيه , هذه البطاقة التي تحولت الى دراكولا العراق (مصاص الدماء) .. والأقوى من ذلك وأدهى : هو توزيع قطع الأراضي على كل العراقيين !!!قد يسألني البعض : وفيما هو حزنك !؟ .. فأقول له قلبي يكاد يتفجر الدم منه مواساة لمن سالت دمائهم : أسألكم بالله أيها الشعب .. نحن و8 أعوام مع السيد رئيس الأمن والأمان , الحاكم لكل الوزراء بمسمى رئيس الوزراء .. 8 أعوام ونحن معه وكل يوم نرى شبابنا وقد توزعت أوصالهم في أنحاء هذه الأرض (العراق = مقبره) كل يوم نرى رقما للأرامل والنساء التي لا معيل لها يكبر ويزداد , ونرى أيتام يكثرون ويكثرون , وأقسم لك بالله .. أقسم لك بالله يا من إستقتل على الكرسي , لو علم هؤلاء الأطفال كيف يدعون ربهم بدعوة العبد المظلوم لربه لينتقم من ظالمه , أقسم بالله لما أبقوك تاكل وتشرب وتُخرِج ما تاكله وتشربه , ولما أبقوا لك نَفَساً ولادقة قلب , ولكن جهل هؤلاء الأيتام , هو من أَجَّلَ عنك العذاب حينا من الدهر ..ياعراقيين ... يا أبناء بلدي .. يا أبناء علي والحسين عليهم السلام ... ياعراقيين يامن زُرِعت في قلوبكم وهممكم غيرة العباس عليه السلام ... أتعلمون ماذا يعني أن تترمل إمرأة في هذا الظرف الصعب ؟ , أتعلمون ماذا يعني فتاة شابه يموت زوجها ويتركها مع 3 أو 4 أو 5 أيتام ؟ , وهي بلا معيل , واكثر الناس الآن قصرت إهتماماتهم على شؤونهم فقط , فلم يعد أحدا يلتفت لأحد ... او تعلمون ما هو مصير المرأة التي لا معيل لها , والتي فقدت زوجها في هذه التفجيرات , أو فقدت والدها أو أخوتها ولم يعد لها سند ولا حمايه , أتعلمون ما مصير أغلبهن وهنَّ يردن تأمين قوت أيتامهن .. (أعتقد أن الجواب واضح جدا) .. ولا يحتاج الى رد , وأعلم أن قلوبكم تعتصر ألما كما انا , وأن غيرِتَكَم التي عُرفتُم بها قد بدأت تغلي الآن في دمائكم .. أو تعلمون أن كل أرمله فقدت زوجها بسبب سوء إدارة الملف الأمني هي أختي وأختكم .. او تعلمون أن ما سيصيب أعراضنا من بعض بنات بلدنا من عوز وإنحراف سببه هو سوء إدارة الملف الأمني من قبل جاهل أرعن لا يتقي الله ولا يراعي حرمة دم شعبه , جعل شباب هذا المجتمع ورجاله يُسلبون من هذه الدنيا سلبا , مخلفين ورائهم أطفالا مستضعفين في الأرض ... أو تعلمون يا من تشبهت غيرتكم بغيرة العباس عليه السلام , أن ما يجري على أرواح أبنائنا وأعراضنا ونسائنا وبنات وأيتام بلدنا سوف يدفع لكم ثمنه الآن , لتسكتوا وترضوا عن المسبب , وتمنحوه ثقتكم مرة أخرى ليكثر من هتك ستر حرمكم . ويعيد عليكم وعلى حريم بلدكم وأيتامه الكرة مرة أخرى ... يا عراقيين : هل ستقبضون ثمن السكوت عن ما سيجري ؟! .. إتقوا الله تعالى .. خذوا منه حقوقكم , التي سيعرضها عليكم كَمِنَةٍ منه , فهو ليس بمتفضل عليكم , خذوا حقوقكم التي سلبها منكم , وبعدها إختاروا من ترونه أهلا لحفظ دمائكم وأعراضكم . فأنتم لستم ملزمين لسارقكم وقاتلكم بأن توفوا معه في تسليم رقابكم له .. والله أعلم ..محمد أبو النواعيرماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر - باحث مهتم بالآديولوجيات السياسيه المعاصرهالعراق - النجف الأشرف ..
https://telegram.me/buratha