بسم الله الرحمن الرحيم
من اين نبدأ ؟ سؤال ينخر همتنا حينما نتأمل جراح الوطن , فكل شيء بحاجة الى نهضة ولكل نهضة هناك اولويات ولكل اولوية تداخل مع اخرى , شبكة واسعة من الخراب النفسي والخدمي والادراي , هذا هو الوطن فمن اين نبدأ ؟!! .
الامر اشبه بحياكة سجادة منزلية فمهمة البعض فك الخيوط المتشابكة ومهمة البعض الاخر اعداد الخيوط وغزلها ومهمة النخبة والعارفين وضع الخيوط كلها في خط واحد وتبدأ الحياكة والرصف بين فترة واخرى وكل هذا بعيدا ً عن اي تبعية او خضوع لافكار احد ؟
فكيف لك ان لا تكون خاضعا ً؟ عندما تكون لي خصوصية .
وهل لك خصوصية دون الاخرين من المهيمنين على العالم ؟ نعم لي عقيدتي وديني .
فلما ذا لا تجد لك مخرجا ً بذلك الدين وتلك العقيدة ؟ لان ديني تعرض للتشويب فلم يعد نقيا ً ليكون فعالا ً
نعم الاسلام ليس نقيا ً ليكون فعالاَ ً فلقد لوثته التقليعات المستوردة وصار الزاما عليه ان يجاري دنيا الفجور وينسى دوره الاصلاحي وبتوجيه المسلمين انفسهم اليس كذلك ؟ لا والف لا.
اعطني تطبيق ل " لا" واحدة اضمن لك شائبة ترتفع عن ذلك الثوب الابيض الناصع ؟ _______
يا نفس قبل الاخرين , يا اخي , يا اختي , هل نحن جاهزون لكسر قيد ؟
الشهيد الصدر رحمة الله عليه كان عندما يمر على اهل الكوفة وخذلانهم لامير المؤمنين ع بعد صفين وتأففهم من القتال ضد معاوية يضع يده على جرح بشكل تساؤل فيخبر طلبته بان هؤلاء قد نهضوا مع امير المؤمنين بقدر فحاربوا ثلاثة معارك طاحنة ولا ناقة لهم فيها ولا جمل غير طاعة ولي الامر لكنهم بعد مدة تعبوا فهل نضمن اننا لو كنا مكانهم كنا لننهض ولو كحد ادنى بهذا المقدار ؟!!! بقليل من التأمل تصلنا الاجابة الصاعقة , فها نحن الان نقتل ونظلم ولا نحرك ساكناً بل وننتخب المفسدين !! رغم ان الامر لنا ولكرامتنا وامننا قبل ديننا وما يحتاجه فكيف ان طُلب منا ماليس لنا فيه ناقة ولا جمل ؟! لماذا نحن مقيدون وهل لنا مقدرة على كسر قيد ؟
انها دعوة لكسر قيد فما هو هذا القيد , انه النفاق الذي يعشعش في الصدور فيحرق اخضر الوطن مع يابسه ويهدر دم الشباب في الطرقات بقعله ويقتل البسمة والامن ووووو فمن ياترى يسقي هذا النفاق كما يسقي الماء الزرع ؟
انه الاستماع للاغاني والطرب ولهو التلفاز فهو يورث النفاق في القلب فلا يميز بين خبيث وطيب وها نحن الان نُذبح لاننا على طريق الحق ونذبح لاننا نحب عليا ًَ ندفع لحبه قرابين ارواحنا واجسادنا فهل من الصعب ان ندفع له ترك لمعصية حبا ً به , الا ترتعش يدك وانت تصل الى قبره وصدرك ملىء بحفظ كلام الزور من الاغاني !! وعيناك تشخص اجساد الفاجرات !! الا يستحق الدين ان ندفع ثمنا ً لحبه ان نتعفف وان نستغني وان نكتفي بحلال الله الذي ينتظر منا نظرة عطف ؟!. واكتفي بذكر حديث عن اهل البيت حول موضوع الغناء فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: استماع الغناء واللهو ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع .
انا المصيبة اننا نستسهل هكذا امور ولكن واقع الحال بانها الذنوب التي تحجب استجابة الدعاء , ان التلفاز رفع الغيرة بين الاخت والاخ والزوج والزوجة فلا يبالي احدهما ان تابع الاخر اجساد عارية في شاشة يقتلني انها تكبر سنة بعد اخرى فشاشات البلازما هي المطلوبة من اجل فساد واضح لا غبار عليه والعياذ بالله ! فبات تفكك الاسر وكثرة الطلاق هو بسبب تلك الشاشة الملعونة فلا احد يقنع بزوجة ما زالت الاجساد المثالية تعرض امامه والجمال الشيطاني على كل التردادت , لقد طردنا الملائكة من بيوتنا واحللنا محلها الشياطين ونسال بعد ذلك " ليش ياربي احنة شمسويين !!!" والقلة القليلة هي من وضعت حدا ً لهذا وغيبت عن محارمها وعن انظارها ماهو محرم ومبعد عن رضا الله عز وجل ونقف اجلالا لمثلهم .
ان الكلام في هذه المسائل قليللا ً ما يتم طرحه لعدم قناعة الغالبية الذي يريدون باغلبيتهم ان يجعلوا هذا الامر فرعا ً من فروع الدين !! وان دائرة الطرح لا يتعدى السؤال الغناء حلال لو حرام فيتم الجواب بكلمة واحدة حرام ويسكت الطرفان والحقيقية لابد من وضع اطر حقيقية لعلاج هذا الداء فلكي تقنع شابا ً بالامر عليه ان تطلعه كيف تغلبت على الامر ان كنت قد وفقت لذلك او كيف تحدد من ذنوبك املاً في يوم بلا ذنب ! ولكن الحقيقة لا نتصارح بهكذا امور والسبب ذلك الزرع الشيطاني في القلوب وهو النفاق فالنفاق يأكلنا ويتهم احدنا الاخر به ولا نشعر بانسلاله في النفوس فيدفعنا الى الكبر في الاعتراف وبهذا نقع في خطأ ابليس فالتكبر افة تأكل صاحبها في الدنيا والاخرة.
انها دعوة لكسر قيد حبا ونصرة لديننا وحقا ً ان الله لا يضره شيء فالكاسر لهذا القيد يدرك تماماً ان ثماره سيجنيها الشخص ذاته بتنوير الهي لعقله ويتمتع بسمو نفس والخروج من ذل المعصية الى عز الطاعة الالهية وسيرى ان كل شيء سيترتب من حوله وستصبح قادرا على قسر القيود الباقية بل وقيود الاخرين بتوفيق من الله نأمل ان نقرا لحضراتكم اقتراحات واراء تفيد بعضنا بعضا ً عسى ان نصلح ذواتنا .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
https://telegram.me/buratha