سعيد البكاء
صرنا في السنوات الاخيرة نسمع بأمور كان العقل لا يصدقها . الا ان الواقع العراقي المزري لم يعد حدوث مثل هذه الامور الغريبة أمراً مستحيلاً فيه. فأحد وزراء حكومة ( الشراكة في مغانم ) يتصرف مثل اي شخص كان محروما من كل شيء ثم حصل على كل شيء ، وصار يتصرف كالمجنون !والسيد الوزير هذا لا يعمل اكثر من ثلاثة أيام في الاسبوع ، حيث يغادر بغداد الى مدينته كل يوم أربعاء ليعود اليها يوم الاحد التالي . وكان يقضي الايام الثلاثة بالاكل والمرح والسباحة وغير ذلك ! وتحت تصرف الوزير ثلاثة مقرات ، واحد منها لم يدخله الا ان مرة واحدة ، وبعدها هجره وظل موقوفاً لشخصه منذ اكثر من ثلاث سنوات، وقال المقربين من معاليه انه يخشى ان حضر في المقر من تساقط الصواريخ على رأسه ! ولهذه تركة وقفاً ذرياً له وربما لاولاده من بعده حين تستقر الامور . اما الموقع او المقر الثاني فلا يحضر فيه الوزير الا لماماً . ومع ذلك فأن حضر فلن يزيد مكوثه فيه اكثر من ساعتين . ويواظب معاليه على مباشرة عمله في داره الواقعة في مجمع الوزارء السكني حيث يقضي نهاره وليله هناك، ويباشر بقراءة المراسلات التي تحتاج الى توقيعه . وفي احيان يوقع معاليه كل ما يقع عليه بصره من دون معرفة مضمونة ! أما موقع الوزارة الرئيسي والرسمي فالوزير لم يصل اليه خشية ان يقع له فيه مكروه ! بقي ان نذكر انه في احد المقرات الثلاثة ، يهتم الوزير براحته وقضاء يومه بسعادة وصفاء ذهن . ففي هذا المقر جلب معاليه العديد من الحيوانات من بينها غزالة أثيرة لديه كثيراً ما شوهد معاليه يلاعبها ويسابقها وكان يتفاخر امام بعض موظفيه انه يسبقها في الجري ! أما (الفيسفس) المدلل لدى الوزير فيلقى رعاية لا مثيل لها ، يأكل كل ما يشتهيه وعلى حساب الدولة العراقية . فهو (الفسيفس) يتغدى كل يوم ، وفي ساعة تناول الوزير لغدائه ، ومثل الوزير تجلب له سمكة مشوية من ( ابو نؤاس ) فيأكلها هنيئاً مريئاً ثم يتناول البندق والفستق والماء المعدني على حساب الدولة العراقية كما ذكرنا .ومرة طلب الوزير من الدائرة الهندسية نصب مظلة كبيرة تغطي المسبح الموجود في احد مقراته. وقيل انه برر ذلك بأنه يريد ان يسبح وهو خال البال من كل مراقبة ، وقال معاليه لعدد من المقربين منه انه يعتقد ان الاقمار الصناعية التي تجوب الاجواء العراقية ترصده وهو يسبح او هو منبطحا الى جانب المسبح . وذلك عيب ان تصوره الاقمار اللعينة وهو عارٍ! وقد علق احد موظفيه المقربين على مقترح الوزير هذا بنصب مظلة كبيرة بالقول : العرض مثل عود الكبريت ! يذكر ان الوزير لم يصطحب معه عائلته الى بغداد.هذا الوزير ليس الوحيد الذي يتصرف كمخبول، وهناك أحاديث يتناقلها المقربون من الوزراء الاخرين يشيب لها رأس الرضيع ! فهنيئاً للعراق بهكذا وزراء ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل : ((........... )) !!
https://telegram.me/buratha