المقالات

يا ليتنا لو كنا هنودا !...

1093 18:01:00 2013-08-26

بدون تعميم نقول: أن الله قد أنعم على العراقي نعمة الوهم التي جعلته يعيش في وهم دائم على أساس أنه أفضل من الهندي مثلا، و أن ينظر باستهزاء إلى المصريين على أساس أنهم عبارة عن شعب لا يجيد غير الرقص وهز البطن والأرداف والكيف والتحشيش..

وإذا بالشعب المصري يثبت مرتين في غضون سنة واحدة بأنه ليس هكذا مثلما يتصور عنه هذا العراقي المغرور غرورا بلا رصيد أصلا أو عصيد..

كما إن العراقي عاش أو يعيش وهما على أساس أنه أفضل من الهنود!!،  في هذه الأثناء كان الهنود يبنون ويرسخون نظامهم الديمقراطي، بعدما انفصلت عنهم باكستان التي تحولت إلى بؤرة موحلة للفكر التكفيري الإجرامي ومرتعا للقتل و التفجيرات، ليعيشوا هم بوئام وسلام على الرغم من مكوناتهم القومية والأقلية البالغة بالعشرات، ليتفرغوا فيما بعد لتطوير معارفهم و علومهم التقنية بحيث أصبحوا من أفضل المتخصصين في مجال الحاسوب و الإنترنت، إضافة إلى تطورهم في مجالات علمية أخرى..

وعلى الرغم من الفقر المدقع المخيم على شرائح كبيرة من المجتمع الهندي، فأننا لن نجد هنديا واحدا يطلب اللجوء، طبعا، دون أن يعني ذلك عدم هجرتهم بشكل أصولي وشرعي بحثا عن العمل ومجالات كسب الرزق في أرجاء العالم..

كما إنه معروف عنهم باتصافهم بالنزاهة والأمانة والإخلاص في العمل أو المهمات المكلفين بإنجازها، على الرغم من كونهم ممن يقدسون الأبقار والتماثيل البوذية..

غير أن أخلاقيتهم و مبادئهم سامية وراقية وربما لهذا السبب فهم مفضلون كأيدي عاملة مرغوبة ومحل ثقة في بعض البلدان أكثر من العرب والمسلمين..

في أثناء ذلك كنا نحن العراقيين نتقهقر إلى الخلف، نحو التخلف الوحشية والجهل، خطوة بعد خطوة، مرددين مع أنفسنا بين حين وأخر: قابل أني هندي!!..أحنة مو هنود!!..كأطرف نكتة محببة عند العراقيين!!..

في الوقت الذي لم نتمكن حتى من صناعة أبرة بسيطة وحيث معظم احتياجاتنا الاستهلاكية تأتينا من الخارج بفضل واردات النفط..

وها هو الوفد العراقي الرسمي الكبير ـــ رتبة و مراتب ـــ موجود الآن عند هؤلاء الهنود ليبرم اتفاقات في شتى المجالات بهدف استثمارها و إنجازها في العراق الذي بات في أوج حاجة إلى مثل هذه الخبرات العلمية والتكنولوجية والأمنية..و مع ذلك لا يقول الهندي سخرية أو تهكما: قابل أني عراقي..

مع أنه يحق له أن يقول ذلك بكل اطمئنان وثقة!..

أما آن الأوان لهذا العراقي أن يعيد النظر في وضعه المزري متأملا و متفكرا ليخرج أخيرا من شرنقة أوهامه؟!

32/5/13826

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2013-08-28
لا يا اخ ابو زهراء الفيلي انا اتكلم من موقع الاكاديمي الذي عاش بين هؤلاء القوم وليس خالطهم بل درست ابناءنا وابناءهم هناك وعرفت فضيلة العراقي لذا انصحك ان لاتكون انهزاميا يائسا قانطا
ابو زهراء الفيلي
2013-08-27
الفرق شاسع بين من سمع وبين من خاض غمار التجربه ..الذي لايعترف بأنه فاشل لايمكن ان يخطط ويسلك طريق النجاح ..مثل المريض الذي لايذهب الى الطبيب لاخذ العلاج فانه لايشفى لانه لم يقر بمرضه ...
كريم البغدادي
2013-08-27
كل شعب في الارض له مجموعه قيم مجتمعيه لايمكن ان يتخطاها ومن يعيش على نمط معين ومجموعه اخرى تعيش انماط متعدده فتجد في هذه المجموعه كثير من التناقضات في كثير من الاحيان تجد التمايز الطبقي في المعيشه وحتى في الاخلاق ونحن العرب عشنا هذه الحاله اضفنا على موروثنا الموروث المكتسب من حضارات اخرى وتركنا الحضاره الاسلاميه الممتسامحه الانسانيه النبيله والتي تؤمن للاخر نضيرنا في الخلق ونهج التعصب اليوم هو السائد الذي خرب نفسية العباد وانهك البلاد
عراقي
2013-08-27
الى الاخ كاتب المقال والاخ ابو زهراء الفيلي ماهكذا تبنى الاوطان وتزدهر البلدان .. تحدثت عن اجادة المصري والاردني واللبناني للغة الانكليزية والفرنسية والحاسوب أتدري لماذا للأن جُلَّ ما يحلمون به العمل كسكرتير في دولة خليجية .. مع العلم ان اكثر اساتذة الحاسوب في الجامعات الاردنية هم عراقيون ... فارجوا ان لا تطلقوا الاحكام جزافا ... وسترون العجب من العقل العراقي لو تم حسم الملف الامني
ابو زهراء الفيلي
2013-08-26
نعم كلام صحيح ونفس الشي ينطبق على التعليم ..فالعراقي يعتقد انه الطالب الافضل ولكن الحقيقه عكس ذلك فعندما تذهب للدراسه في الغرب سوف تجد ان هناك فارق شاسع بينك وبين الطالب المصري او الاردني أو حتى اللبناني وخصوصا في اجادة اللغه الانكليزيه او حتى الفرنسيه وكذلك في البرمجيات واستخدامها وهذا بسبب النظام التعليمي الفاشل جدا وهذا الشي ينطبق بصوره اكثر على العلوم (الهندسه والطب ) يعني بصراحه اذا لم نعترف بأننا امه متخلفه عن بقية الامم فكيف نصلح حالنا ؟؟؟؟؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك