المقالات

المجتمع المدني: قفازات حرير..؟!

424 19:59:00 2013-08-26

 

   ليس مثل موضوعي المجتمع المدني والديمقراطية ما يماثلهما في إنفتاحهما على الأسئلة أكثر مما تقدمان أجوبة..

   ففيما يفترض أن يكون للمجتمع المدني دورا فاعلا ومهما في تصحيح مسارات الديمقراطية، كأداة لكبح جماح  مضاداتها، ,كجزء من عملية الضغط المتنامي من أجل تحسين أنظمة الحكم، و تأكيد احترام كرامة الإنسان وصيانة حقوقه، والحرص على سلامة بيئته،  نرى أن المجتمع المدني  قد تحول الى أداة بيد القوى السياسية لتلميع أسنانها وتبييضها، والى وسيلة للهيمنة على مسارت الديمقراطية وتوجيهها الوجهة التي ترغبها تلك القوى أو رعاتها الخارجيين، مما أنتج منظمات مجتمع مدني هشة، واقعة تحت التأثير التمويلي لتلك القوى..!

   وشيئا فشيئا تحولت تشكلات المجتمع المدني الى الحلقة الأضعف في التنظيم المجتمعي، بل وبدت وكأنها قد إستسلمت للسلطة وهيمنها..اقول للسلطة وليس للدولة بما تعنيه من معنى وطني واسع، وبإستسلام تشكلات المجتمع المدني الى السلطة،  صارت واحدة من أدواتها، تسيرها بيدها لخدمة عملية إحكام  تسلطها..

   ففي حين يعطي مفهوم المجتمع المدني معنى كيانيا مستقلا عن الدولة والسلطة والأقتصاد، بكونه مجتمع لتنظيمات تعمل بلا غايات ربحية، نجد أن المنخرطين في النشاط المدني أنفسهم غير مهتمين بالوصول الى هذه الغايات، وحتى إذا بدت الصورة وكأنهم يعيرونها إهتماما بدرجة ما، نرى أن هذا الإهتمام يكون ليس هو الغاية الأساسية، بل  إنه في أغلب الأحوال مفتاح لولوج نشطاء المجتمع المدني الى الحقل السياسي، إن لم يكونوا مزدوجي الإنخراط أصلا..!

   وتلك لعمري إشكالية يتعين تفكيك أصولها ومعطياتها ونتائجها، وستؤدي عملية التفكيك هذه الى إنفتاح بوابة ألأسئلة التي أشرنا أليها، على الرغم من التغذية المستمرة لعملية بناء الصورة الأسطورية المرسومة للمجتمع المدني، رغم هشاشته البنيوية و ضحالته المعرفية..

فبينما يفترض بأن يكون المجتمع المدني وسيلة فعالة للنأي بالمجتمع الأوسع عن صراعات الرؤى والأفكار والسياسة والأيدولوجيات، نراه قد تحول الى موضوع من مواضيع تلك الصراعات والمجابهة بين أطراف عديدة.، وليس أدل على ذلك من وجود منظمات مجتمع مدني ينحصر نشاطها بين أوساط طائفة بعينها، مما يعني أن مثل تلك المنظمات باتت أدوات لتكريس الطائفية عبر بوابة المجتمع المدني..!

   والنتيجة أن المجتمع المدني كما أرادته الليبرالية العالمية الجديدة، ليس إلا نموذجا مطوعا خادما لأهدافها، كبؤرة مقلقة توظف توظيفا مزدوجا لتمرير أجندات مشبوهة، تعمل بعناوين براقة كالإصلاح والتغيير، من خلال عمليات الاختراق الواسعة لهذا القطاع..

كلام قبل السلام: معظم الملوك والمتسلطين والمستبدين..كانوا يلبسون قفازات حرير..!

سلام...!

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مراقب بدقة12
2013-08-27
ان عمل منظمات المجتمع المدني هو كسب الاموال ومحاربة الاسلام والدعوة الى الجعارة باسم الانفتاح
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك