المقالات

مناورات مكشوفة

374 19:49:00 2013-08-26

مديحة الربيعي

أعتدنا بعد كل أزمة تواجه الحكومة أو قبل كل أنتخابات تقديم جزءا" من ابسط حقوق المواطنين على انها عطايا أو هبات , وذلك في محاولة لكسب الرأي العام لضمان الحصول على أصوات البسطاء المهمشين, فعلى مدار السنوات التي تسبق ألانتخابات لم تذكرهم الحكومة ولم تقدم لهم شيئا" الا من أجل الحصول على غاياتها , او من أجل لفت الأنظار عن مشكلة عابرة أو ازمة حادة تعصف بالحكومة ,فتقديم الخدمات أو زيادة رواتب المتقاعدين أو تسليم رواتب الرعاية ألاجتماعية أو اطلاق مجموعة من التعيينات وما الى ذلك من حقوق الشعب العراقي تستخدمها الحكومة كورقة رابحة تراهن على فاعليتها بسبب حالة العوز والحرمان التي تعصف بالناس , وتزداد قيمة العطاء حسب الغاية المنشودة كلما كانت كبيرة زادت قيمة العطاء تبعا لذلك, فعلى سبيل المثال حادثة سجني أبو غريب والتاجي التي أصبحت الشغل الشاغل للشارع العراقي الذي أكتشف مدى عجز الاجهزة الأمنية بعد هذه الحادثة رغم تعدد الخروقات الامنية وفقدان الامن سابقا" الا أن موضوع السجون هذه المرة قد اثار جدلا" كبيرا" في الأوساط الشعبية وجعل الناس تفقد الثقة بالحكومة وقدرتها على أدارة الملف ألامني , فسارعت الحكومة مباشرة الى المبادرة بالشروع في توزيع قطع الأراضي على المتجاوزين ممن لا يملكون السكن وطلبت من المواطنين البدء في اجراءات تسلم قطع الأراضي وكأن الحكومة لم تكن تعلم مسبقا" أن هؤلاء المهمشين من أبناء الشعب لم يكونوا بلا سكن ألا في هذا الوقت بالذات! بالإضافة الى أن العراق مقبل على ألانتخابات البرلمانية وبذلك فأن الحكومة ستضرب جميع العصافير بحجر واحد منها محاولة أشغال الرأي العام عن قضية هروب السجناء هذا من جانب , ومن جانب آخر السعي لنيل رضا الشارع العراقي واثبات أن الحكومة حريصة كل الحرص على راحة المواطن لكسب التعاطف والظهور بمظهر المناصر لحقوق البسطاء ليصبح الطريق سالكا" بعد ذلك للاستعداد لمرحلة ألانتخابات البرلمانية, وهذا مؤشر على أن العطاءات والمنح ستستمر لفترة ما قبل الانتخابات وهذا أول الغيث كما يقال, في مناورة اخرى من مناورات الحكومة المكشوفة لأجل حصد المزيد من الاصوات.منشور في جريدة المراقب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك