عبد الكاظم حسن الجابري
أمور جيده ومهمة وإجراءات وقوانين صرح بها السيد رئيس الوزراء العراقي اغلبها من خلال خطوته الجديدة التي جاءت في نهاية ثمان سنوات عجاف ـ اعني كلمته الأسبوعية ـ والبعض الآخر من خلال وسائل الإعلام ، كل هذه الأمور تبعث الفرح والتفاؤل في نفوس أبناء الشعب العراقي المتعب , وتُشكر الحكومة ورئيسها عليها لو كان هناك إمكانية لتنفيذها .من خلال الاطلاع على ما أعلنه السيد الرئيس ووقت إعلانه وسببه سنقف على أعتاب عدة نقاط لابد أن نشير إليها ونناقشها بشئ من القراءة والتحليل .فمن ما صرح به رئيس الوزراء هو قانون سلم الرواتب الجديد وزيادة الرواتب إلى ما يصل 100% من الراتب الاسمي للدرجات الوظيفية الدنيا ، إن هذه النقطة أتت في نهاية سنة مالية والكل يعلم إن موازنة الدولة تقر في الثلاثة أشهر الأولى من كل سنة ، اي مبدئيا إن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه حاليا من حيث المبدأ ، والنقطة الثانية هو إن هذا القانون يحتاج إلى رأي اللجنة المالية البرلمانية ثم يتبعها إقرار القانون في مجلس النواب ، ولا يعلم احد هل إن مجلس النواب يقر هذا القانون أم لا .النقطة الأخرى التي أشار إليها السيد نوري المالكي هي تعويض مفردات البطاقة التموينية بمبلغ نقدي 25 ألف دينار للفرد للسنوات الفائتة , وهذا الأمر كارثة ودليل دامغ على فشل الحكومة وعجزها عن توفير المفردات التموينية ، كما يكشف عن مدى الفساد المالي والإداري في هذا الملف ، فغريب جدا أن يعوض المواطن بالمال والذي يعني توفر السيولة لتحريك هذا الملف لكن دون التقدم خطوة واحده للأمام باتجاه توفير وتحسين نوعية المفردات .عالج السيد رئيس الوزراء مشكلة السكن في العراق ومن خلال الكلام فقط وأقول فقط وذلك بتوفير ارض سكنية للفقراء ، وهذا مؤشر آخر على الفشل الحكومي ، فالسيد رئيس الوزراء صرح قبل أكثر من سنتين بان الحكومة ستقوم ببناء مجمعات سكنية عمودية ومن الطراز المعماري الحضاري والمتكامل في الخدمات , إذا خطوته هذا تعكس فشله وحكومته في معالجة الملف هذا معالجة جذرية ، ثم إن السيد رئيس الوزراء يعطي قطع أراضي للفقراء لنتوقف هنا أمام تساؤل !!! من أين للفقراء الإمكانية المادية للبناء ؟ وجميعنا نعلم الكلفة العالية للبناء !! .هذه النقاط المقتضبة من ما صرح به السيد نوري المالكي والتي كان يتحدث وكأنها هبات يمن بها على الشعب العراقي , هذه النقاط أثبتت بما لا يقبل الشك الفشل الحكومي الذريع في توفير الخدمات المهمة والحساسة والتي هي في تماس مع حياة المواطنين .لقد أساء السيد رئيس الوزراء لنفسه ولحكومة بقوله هذا , فنحن نتساءل أين كانت هذه الأمور خلال ثمان سنوات ، ولماذا جاءت في نهاية دورته الرئاسية الثانية .لقد بات مما لا يقبل الشك إن هذه النقاط لم تأتي انسجاما مع احتياج المواطن ، بل إنها جاءت لدواعي انتخابية بحته الهدف منها استغفال الشعب العراقي وخصوصا بسطائه ، وإيهام الناس بان السيد المالكي متفاعل مع همومهم وخصوصا أننا نعلم إن جميع ما ذكر إما متعذر التنفيذ أو إن هناك صعوبة في تنفيذه .
https://telegram.me/buratha