عبدالكريم ابراهيم
اثارت ميزانية البرلمان العراقي الاخيرة الجدل في الاوساط الشعبية والاعلامية وقيل الكثير عنها لدرجة المبالغة في نقل الحقائق . الغريب في الامر ان احد مجالات صرف الميزانية اعلاه خصص لشراء درجات هوائية ونارية لاجل نقل البريد كما نقلت بعض وسائل الاعلام . هل يا ترى ان البرلمان بحاجة الى هذه الوسيلة البدائية في مخاطبات اعلى سلطة تنفيذية في البلد التي يجب معها مراعاة سرية التامة في عملية النقل ؟ ربما الاصرار على شراء الدراجات رغبة في احياء مهنة ساعي البريد الكلاسيكية . ورغم بعض الايجابيات التي تحملها العودة الى احياء التراث العراقي فان نقل البريد بهذه الطريقة يحمل بعض السلبيات ايضا وقد يجلب المشكلات منها : ان هذه الدراجات جديدة وعلى احدث موديل ما يغري سائقيها للقيام بحركات بهلوانية لجلب الانتباه الصبايا . وللحيلولة دون الانجرار الى هذا الامر يجب استثاء الشباب من توزيع البريد لانهم من اكثر شرائح المجتمع تهورا وايكال هذه الهمة الى (الشيّاب ) الاكثر خبرة ونضوجا . الامر الثاني الذي لايصب في صالح نقل البريد بواسطة ( البايسكلات ) و( الماطورات ) انها لاتملك اطارات احتياطية (سبير ) وفي حالة انفجار احد الاطارات ( بنجر ) - لاسمح الله - يبقى السائق متحيراً ماذا يفعل بالبريد الرسمي ؟ ماعليه سوى الانتظار وطلب النجدة من الدائرة الرسمية لتدارك الموقف قبل ان يتطور الى امور لاتحمد عقباها . المقترح الافضل لحل هذه المشكلة شراء (جوكه ) من الحمام الزاجل من سوق الغزل للقيام بهده المهمة وتعيين عدد من ( المطيرجيه ) من اهل الخبرة لاشراف عليها لاجل المحافظة على ضمان وصول البريد بكل سرية ودون اشكالات تذكر فضلا عن هذه التجربة تحمل في طياتها احياء التراث من جانب اخرى .
https://telegram.me/buratha