كثر في الاونة الاخيرة سؤال تتداوله الناس فيما بينها في مجالس الاصدقاء وعلى صفحات الفيس بوك واحيانا على شاشات بعض القنوات ، السؤال هو : لماذا لا تتدخل المرجعية لوضع حل او حد للازمة السياسية في العراق ؟ . ولست هنا في معرض الاجابة على السؤال او الدفاع عن المرجعية لانها (بحسب رأيي) اعلى من ان ينسب اليها التقصير او التقاعس .
اقول ان المرجعية لا تمتلك (ميليشا) تدافع عنها ، او (FPS) او اي صنف من صنوف الحماية او رجال الامن ، كل ما تمتلكه المرجعية هو طاعة الناس وولائها والامتثال لتوجيهاتها ، ليس لديها قانون عقوبات او سجون او معتقلات لمن لا يطيع اوامرها ، المرجعية باختصار شديد تنطلق من منطلق ابوي بأيد غير مسلحة ، توجه وتعظ وتنبه ، لا يوجد في قاموس المرجعية مفردات للتهديد والوعيد ، ولا التسقيط او التشهير .
البعض يسأل : ماذا لو امرت المرجعية الجماهير بالخروج الى الشوارع والتظاهر ضد الظلم وسوء الخدمات وتردي الوضع الامني؟ ماذا لو ان المرجعية اصدرت فتوى بالخروج لاسقاط النظام في العراق ؟ . وانا اتسائل : ماذا لو فعلت المرجعية كل ذلك ولم يمتثل احد ؟ او ان الامتثال كان بنسبة ضئيلة لا تفي بالغرض ؟ وماذا تتوقعون من شعب ذاق الويلات ولم يخرج الى " الناس شاهرا سيفه" ؟ وماذا تنتظرون من جيل اكل " القد والورق" ولم ينتفض ، بانتظار امر المرجعية ! . انا شخصيا لست متفائلا جدا ، ولا اتوقع ان تجد هذه الفتاوى او البيانات صدى في الشارع العراقي ، بدليل ما حدث قبل ايام ، فقد تجاوز الشابندر على مقام المرجعية ووجه لمقامها الانتقادات دون ان يحرك الشعب ساكنا واكتفى ، بتصريح خجول من هنا و رد باهت من هناك ، لم يقل الناس كلمتهم ازاء هذا التطاول السمج على مقام مرجعيتهم ، فكيف نتوقع منهم ان يمتثلوا او يطيعوا مرجعهم ؟ .. لا اعتقد ان هناك مجال للمقارنة بين المرجعية والشابندر او غيره ممن لاكت السنهم لحوم العلماء ، ومسخهم الله قردة اوخنازير ، ولكن السكوت عن هذه التجاوزات وعدم ردعها بالصورة المثلى سيفسح المجال لآخرين بان يمسوا مقام المرجعية ثانيا وثالثا ، وهذا ما لا نريده ابدا.
https://telegram.me/buratha