المقالات

مافيات في مطار البصرة !!

743 12:00:00 2013-08-28

بقلم : رياض البغدادي

نتفهم كثيراً الوضع الامني في العراق ولا يمكن لاي انسان أن يغمض عينيه عن الجرائم الارهابية التي تنتهك حرمة الدم العراقي في كل يوم بل في كل ساعة ابتداءً من اقصى نقطة في شمال العراق الى آخر ذرة تراب على ضفاف مياه الخليج الدافئة .وأيضا نتفهم الوضع السياسي الذي يمر فيه العراق الذي لازال في دور الحضانة في سلم التدرج الديمقراطي والذي تمر فيه الشعوب عادةً في رحلتها الى صعود الصرح الديمقراطي وان كنت اتحفظ على هذا الوصف اذا قُصد به الشعب العراقي لان الشعب العراقي هضم العمل الديمقراطي واجاد استخدامه لكن الذي لازال في دور الحضانة في العمل الديمقراطي هم السياسيون..ونتفهم كثيرا المؤمرات التي تحاك لعراقنا الحبيب لتفتيت لحمته الوطنية وتفكيكه لبيعه خردة في وول ستريت بدءً من مؤامرات الربيع العربي الذي كنا نحسبه ربيعاً الى صيف الكهرباء العراقي ودعابة تصديره الى المانيــا لكن الذي لانتفهمه ولا يمكن لنا السكوت عنه ولا يستطيع غيــور عراقي ان يتجاهله هو ... مافيات النقل التي ادخلت مطارات العراق في محمياتها وسلطانها بحيث اصبحت عصية حتى على اكبر مجاهدي بدر الشجعان الذين استلموا وزارة النقل حيث تأملنا منهم خيراً في ازاحة هذه المافيات المعشعشة في مطارات العراق وبالخصوص في مطار البصرة .لم اكتب مقالي هذا بالرغم من اني وعدت من رافقني في رحلة الطيران من مطار دسلدورف في المانيا الى مطار البصرة مروراٍ بمطاردبي لاني كنت انتظر نتيجة الشكوى التي ادخلتها في صندوق الشكاوى المعلق على احد جدران المطار حيث تعوّدت ان اتبع الطريقة التي اختارها المسؤولون في معالجة الخلل لكي أُلقي الحجة عليهم اولا ثم بعد ذلك اكتب ما أراه مناسبا نصرة لعراقنا الحبيب الذي نتمنى له ان يكون افضل واكثر تطوراً ونمواً .بدأت سفرتي من بيتي الى مطار دسلدورف الذي يبعد 38 كيلوا متر مستقلاّ احد اكثر القطارات تطورا في العالم دافعا 4.90 اربعة يورو وتسعين سنتاً وهي تعادل سبعة آلاف دينار عراقي لاغير ومن المطار الى دبي ثم الى مطار البصرة وهنا بيت القصيد ومأساة لا تنتهي ابتلى بها العراقيون اهل الحضارة والغنى .عندما نزلت من سلم الطائرة الاماراتية العملاقة كانت تنتظرنا باصات نقلتنا الى صالة المطار المظلمة فأستقبلنا ضباط الجوازات بأحسن استقبال وأجمل ابتسامة عراقية خالصة بالرغم من ان العراقيين لا يتوقعون ابتسامة من ضباط برتبة عقيد ومقدم واقسم انهم يقدمون المساعدة بأفضل مما يتوقعه انسان من شعب حطمته الحروب وافجعه الطغاة ...وبعد انتهاء فحص الجواز انتقلنا الى استلام الحقائب فقدم لي احد عمال النظافة عربة حمل عليها حقائبي وسار معي الى بوابة الصالة وقلبي يحدثني عن سبب ترك عمال النظافة واجباتهم في تنظيف صالة المطار التي يتقيأ الداخل اليها من النتانة والازبال، فبادرت أسأله عن سر مساعدته لي وترك واجبه في التظيف فأجابني بكل حسرة ذلك الصبي الذي لايتجاوز عمره الخمسة عشر ربيعا انه ملزم بهذا العمل ليجني خمسة آلاف دينار عن كل مسافر ، يدفعها الى رئيسه في شركة التنظيف لكي يبقيه مستمرا في العمل لليوم التالي ... شرط ان يدفع على الاقل عشرة آلاف يوميا ... فدفعت له الخمسة آلاف بكل لوعه وحزن ... على مصير بلد هذا حال شبابه ... ولما صرنا الى بوابة الصالة فوجئنا بأن اصحاب السيارات السوداء يطالبونا بدفع 30 الف دينار لنقلنا الى بوابة المطار الخارجية التي تبعد اقل من 2 كيلو متر وهي تساوي عشرين يورو !!..تصوروا .... انتقل في المانيا بأحداث قطارات العالم مسافة 38 كيلو متر بسعر سبعة آلاف دينار ويراد مني دفع 30 الف دينار لمسافة اقل من 2 كيلو متر وهي المسافة التي تفصل صالة مطار البصرة عن البوابة الخارجية ..طبعا رفضت هذا الابتزاز بكل عنفوان مشجعي (بايرن منشن) الذين وفرت لهم الدولة طائرات بأسعار مناسبة نقلتهم الى لندن للاستمتاع بمشاهدة مباراة بايرن مع برشلونه ..فقلت لمنظم دورإنطلاق السيارات (السرة )ان هذا ابتزاز وعمل خارج القانون ويجب على الدولة ان تعطي هذا الواجب الى غيركم ليكون منصفا ولا يبتز المسافرين فأجابني بسخرية لم اعهدها من بصري سابقاً : ياقانون يادولة قانون والله ( ما ننطيهه ) ولو اضطرينا الى حرق المطار بالهاونات عمي انت سامع عن المافيات ؟ قلت له : نعم ، قال : احنه مافيات ، شايف هذا وزير النقل ابو بدر ؟ هم ما يكدر يشيلنه من هذا المكان ، قلت له : الذنب ليس ذنبك انما هو ذنب وزير النقل وهو الذي يتحمل مسؤولية هذه السرقة التي يتعرض لها كل عراقي يجلبه حظه العاثر الى مطار البصرة . علما ان مطار اربيل يقوم بنقل المسافرين من صالات المطار الى البوابة الخارجية مجانا مع توفير عمال آسيويين يتكفلون حمل الحقائب وانزالها وايضا بالمجان .فهل هذا ايضا كهرباء لا تستطيعون توفيره ياحكومة الازمات ؟!نسخه منه الى :وزير النقل المحترممحافظ البصرة المحترم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قصي
2013-08-29
للاسف الشديد هذا الكلام صحيح.ان هذه المافيات المسيطرة على مطار البصرة هم من عشائر المعدان التي تسكن مناطق شمال البصرة.والحكومة المحلية في البصرة تعرف ذلك واكثر بكثير مما هو مكتوب في هذه المقالة.الا انهم يخافون من هذه المافيات.او لنقل يتكفون شرهم.وهذه هي الحقيقة المرة.
العراقي
2013-08-28
بلد تايه ماكو رقابة ولاعقاب ولامحاسبة عثابات مافيات خاوات فلوس بالهبل واخبال وجنون بالهبل استهتار واستفزاز ولازال التخلف والجهل يسود الكثير بالعراق ولازالت الرشوة والخاوة هي الصفة الاكثر انتشارا مزابل اوساخ حفر قضاء فاسد الصحة منهارة ابتزاز خدمات بائسة هزيلة التسول في كل مكان الكذب الغش الاحتيال الخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ شتعد واتعد
مهند العزاوي
2013-08-28
احلى شيء مقارنة مطار دسلدورف بمطار البصره!!يااخ رياض قارن مطار باريس به او اليونان بس مو هيجي ياعيني نسخه منه الى : وزير الباميا المحترم محافظ التنومه المحترم اللهم عجل لوليك ع الفرج
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك