المقالات

مَنْ صَنَعَ السلفية الإسلامية..؟!

533 06:16:00 2013-08-29

 

   من متطلبات بقاء إسرائيل كدولة هو أن تكون قوية، فيما يبقى جيرانها الذين نجح مخطط تحويلهم من خصوم الى جيران مروضين ومن ثم الى أصدقاء ولكن ضعفاء..!

   ومن خلال ضعفهم يضمن الإستعمار الأستيطاني الصهيوني في أرضنا المحتلة بفلسطين تفوقه الدائم عليهم، ولن يتحقق هذا الضعف الموازي للقوة الصهيونية، إلا بإنهاك مستمر للعرب بحروب بينية، وبما يشغلهم دائما عن عدوهم الأول، بل أن هذا الإنهاك سيجعل حلم التنمية والرخاء العربي بعيد المنال حتى وإن كان العرب أغنى شعوب الأرض، وسيصل العرب وفقا لهذه المخطط الى حال يجوعون فيه، وسيتبعون من أستحوذ على ثروتهم كالكلاب وفقا لمبدأ: أجع كلبك يتبعك..!

   بعيدا عن مفهوم نظرية المؤامرة الذي طالما تعكز عليه الساسة العرب، نشهد نجاحا منقطع النظير لخطة جرى تنفيذها بثبات ودأب منذ بدأ الصراع مع الصهيونية، هذه الخطة تصل اليوم الى صفحاتها الأخيرة، والمتمثلة بنجاح عملية استبدال الصٍّراع العربي الصهيوني بالصٍّراع الطائفي في داخل الإسلام..

ولكي تعيش الدولة العبرية، وهي النتاج العملي للصراع، كان لابد من إنتاج صراع بديل عبر  تأجيج الصٍّراع المذهبي السنٍّي الشيعي، وهي عملية محسوبة ومضمونة النتائج لمن يعملون على صناعه، ليس لأنه صراع حتمي وطبيعي، ولكن لأن لهذا الصراع العبثي جذوره، التي يمكن إروائها بريات قليلة من الفتاوى والأحقاد كي تنتعش شجرته الخبيثة ، لتورق سموما  مثل سموم القرضاوي والعريفي ومن على شاكلتهما..

   النجاح الجديد الذي تحقق للصهيونية، ويمثل لها فتحا مبينا، أن تبنى هذا المشروع العرب أنفسهم..!

وهاكم هذا الكم الهائل من الساسة والمثقفين والمفكرين ,المحللين السياسيين ورجال الدين ممن ينفخون على المنابر في الصراع السني الشيعي ويؤججونه..وربما يصل عدد الساعات في القنوات الفضائية في اليوم الواحد، والتي تبث سموم التأجيج الى ما يزيد عن ثلاثة آلاف ساعة في اليوم الواحد، ناهيك عن آلاف المواقع الألكترونية ومواقع البث الفيدوي، والكتب والكراريس، ومنظمات ومؤسسات  المجتمعات المدنية، وكلها دائبة الترديد لمقولات التأجيج...

   لقد كان النجاح الصهيوني باهرا في بناء السلفية الإسلامية، وهي الشكل المسلم للعنصرية الصهيونية، فإذا كانت الصهيونية تقوم على مبدأ أن اليهود شعب الله المختار، فإن السلفية ذهبت الى مدى أبعد، حينما كفرت الآخر وحللت دمه، والصورة مفجعة، ونحن أزاء كارثة كبرى نقل فيها الخلاف الذي لا ضرر فيه، والمتجذر فقهيا من حقل الدين الى حقل اليدين...!

كلام قبل السلام: السببية مبدأ عقلي مستوحى من الواقع وذلك لتقارب بين السبب والنتيجة''

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك