المقالات

دين الإرهاب والفساد يغتالنا

456 11:07:00 2013-08-29

واثق الجابري

دين أعمى يذبح الأرواح كل يوم , تلازم فيه الإرهاب والفساد واحتضن أحدهما الأخر , وتكشفت الحرائر والسرائر والصدور امام المفخخات , في بلد إتنهت فيه صلاحية الاستخدام البشري , تصول فيه الوحوش والجحوش والحيتان , وأحراره سجناء محرومين , قطعوا طائفيا وعرقياً وجسدياً , بلد الأيتام والأرامل والسراق والمهربين والجواسيس والخونة , وطن يدار من موائد القمار والفساد والفسوق والرذيلة ودهاليز التأمر التي ننفق عليها نفطنا بالمجان , وترسل لنا الفتاوى وتجعل من قلتنا عمل خيري تجمع له التبرعات , وتسهر عيون حراسه في الحانات اكثر مما تسهر على راحة مواطنيه , سأمنا الانتظار والاحتضار ,وسأمنا ان نرى مناظر الأشلاء كل يوم تناقلها الأخبار, وترسمنا في بلد الأشباح صور ولافتات سوداء على الجدار , وكواتم الصوت تكتم أصوات الشرفاء وتغتال الحياة والطفولة الإنسانية , بلد جريح بعمق العراق وتاريخه وتضحياته , وأنهاره , كم مرة لونها التاريخ بالسواد والأحمرار , تعاضد الأشرار في النيل من أنسانه اليائس البائس , واثبت المدعون بالإنتماء له انهم لا ينتمون , قسموه طوائف واعراق قبل ان يقسمه الأعداء كي يجعلوه ضعيفاً مهدداً خائفاً يحتمي بهم لكنهم لا يحمون الاّ انفسهم بمناطقهم الخضراء وحدائقهم العشباء ولياليها الحمراء , كمثل اجوائنا المغبرة بالحرائق وروائح الأجساد وتناثر الدماء , وأنهم فيه حماة الحمية النكراء والأفعال الفحشاء , اعادونا الى العصور الجاهلية وإننا نحتاج رسالات سماوية وفتوحات يحملوها في ولايات ثلاث واربعة وأبدية , ضمنها لهم دستور سمائهم وفرض معاقبتهم بالنار في مخالفتها , وإيمانهم بها يمنعهم من التخلي والتنحي وفسح المجال للنبلاء والعقلاء والطاقات والكفاءات , لا يهم إن تهاجر او يستغني الشباب عن وطنهم بلا عودة دون إنتماء , بعد ان تزاحمت المقابر وغطت الأنهار من الدمار ومقابرنا لا تزال جماعية و لا تفرق بين الكبير والصغير , في ملاعب الاطفال وألعابهم المفخخة ومقاهي الشباب و الباحثين عن قوت عوائل تتضور جوعاً تنتظر مساطر العمال من العاطلين , يذبحنا الدين الأعمى دين الفاسدين وترخص دمائنا لنزوات المتأمرين على الضحايا والمساكين , عقلية عوراء عرجاء منجزاتها المئات يرحلون بلا عودة , يشيدون لنا القبور ولهم القصور , ولا نعرف ان كان الموت ينتظرنا ام نحن من ينتظر الموت , رحلت وأندثرت احلامنا وعاد لنا المتملقين والمستلقين والرداحين , تقمصوا ثوب الطائفة والعرق و أجادوا التمثيل عليها كونهم ممثليها , وامتنعوا ان ينصوفوا مشاريعها الاقتصادية وطاقاتها الاستثمارية ونفطها الذي يسل له اللعاب , وسيادة القانون في منظارهم بسيادة الفساد , جاهلية فرضوها بنظام الغابة والعصابة وحيثما وجد تنامت الجاهلية وتأخرت الشعوب , شاع الفساد وصار عرفاً يقلد فيه الصغار كبارهم , يرفضون اعطاء الحقوق ويريدونا تابعين خاضعين خانعين بالهدايا والعطايا والمكرمات والمنة والتفضل , وطن جعلوا من مواطنيه يغادروه غير نادمين ويغتال أحلامنا السارقين والمارقين , وعلاقنا به شريفة كعلاقة الطماطة بالخيار لا تشوهها فتاوى القملة المقدسة , والحائط الذكر الهائج على النساء , لا يختلف دينهم عن دين أكلة الأكباد ونباشين القبور حين يستهروا بالارواح , وحين يفرضون لأنفسهم رواتب ومخصصات معيبة مخزية في شعب لا يحصل الاّ الأمراض من أنهار النفط ويتغذى على المزابل , ويدفع ضريبة التقاتل على نعمته المنهوبة من تحت قدميه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-08-30
لم نسمع بان اتباع اهل البيت قتلوا قاتليهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك