بقلم : محمد أبو النواعير ..
هناك نوعان من الفعل , الفعل الذي يقوم به الإنسان نابعا من ذاته كإستجابه ظرفية لموقف أوحادث أو فكرة ما , أو فعل يقوم كعملية تماهي تتمظهر أحيانا بمظهر التجرأ على محذور .. وهذا بالذات ما حصل في الأشهر القليلة الماضية في العراق , وبالأخص في حراكه السياسي المستمر بالغليان, وكأنه آتون نار لاهبة , تحصد الأجساد الصلبة وتذرها كالرماد .. ومع ان الأحداث والنكبات والمصائب متواترة مستمرة في سيلان دائم على هذا البلد وعلى أبناء هذا البلد , إلا أن هناك من المصائب ما يشتد بها الوقع , وتستنهض بها همم الشيطان , وتوسع الجروح وتُكَثرها.. فمن القتل والتفجير اليومي , إلى الفساد الإداري والمالي , الى غياب الهوية الوطنية عن بعض غزاة السلطة , الى إستمرار التضخم العددي للأرامل واليتامى , نجد أن القائمين على أدوات الموت البشرية , والمسؤولين عن مجازر القتل الآدمية , لا يرعوون عن تفعيل أي ملف يحمل لهم أرزاقا دموية , ويؤججون الوضع بأنواع الوقودات الفتنوية , فكان ما كان من نواب دولة القانون , حيث بدأو بتحميل صواريخهم , وتعبئة جيوشهم , ووضع الخطط المحكمة , والعمل بالإستراتيجيات المتقنة , لا من أجل ضرب إرهاب , أو تطمين مرهوب , لا .. بل هي لضرب مقام العقل من منزلة الجسد , حيث كان ولا زال رجال الحكمة وعقلاء أي بلد , هم بمنزلة العقل الواعي , بالنسبة للجسد الفاني , وبعد أن جسد العقل خللا واضحا في أطراف وأذرع الجسد (البلد) , أمر الإرادة في هذا الجسد (الشعب) أن يعالجو المرض , ويجتثوا العلة , بدأ عندها النعيق يكبر ويكبر , وتماهى مع المفسد مفسدين آخرين , وكانت الجُرأة هذه المرة أكبر , ووقعها أعظم , يريد من أشعلها ان يعيد أمجاد تقسيم النفوس , وتوزيع الأرزاق , وقبض الأرواح , كل بحسب ما يلفظه باللسان , ويعقد عليه القلب بالإيمان , بأن الشهادة للولي الإمام , وهي التي جعلها أخوتنا في الأوطان هي الكفر والبهتان , فحاول مُلَّتَهُم (حيدر) أن ينصب العزاء , بالعويل والبكاء , بعد أن إرتعدت فرائصهم , وإنقلبت آدميتهم , وظهرت وحشيتهم , وهم يرون رموز العقول تعلو صورها في السماء , وأرادوها جاهلية طائفية , ليعيدوا أمجاد سلفهم وهبلهم الهدام , الذي كان معاديا لعباد الرحمن , وكارها لكل شريف من أتباع الإمام , كالحسين وعلي الهمام , فجاءت أوامر جند الشيطان ممن يقودون البرلمان , أن اغدوا على حرثكم بأمان , وأوقدوا نار الطائفية بدفعها للأمام , بدفع أتباعكم لمحاربة من حمل صور الإمام .. وتريدون منا أن نعتبركم أخوة لنا , هيهات هيهات .. إن كان رفع صور أئمتنا وعلمائنا ومراجعنا أمر مكروه منبوذ عندكم , فما هو إلا بسبب ضيق أفقكم , وقلة تدينكم , وعدم إحترامكم لحرمة الناس ودمائهم , لذا جاء كلبكم (المُلّة ) ينبح نباحا عاليا , وقد جعل من السب والشتم لمراجعنا وأئمتنا , كهوية لسوء تربيته , وكدالة على عداء أخوته .. أقولها لكم , كما سيقولها لكم الكثير غيري : إخسؤا بطائفيتكم البغيضه التي تريدون إشعال نارها , وإخسؤا بفكركم الهدام الإقصائي الذي لا يهدف إلا خدمة أعداء الدم العراقي , وأعداء الإسلام .. إن كانت لكم غيرة على الإسلام ..محمد أبو النواعير .. العراق .. النجف الأشرف
https://telegram.me/buratha