الباحث والاعلامي: قاسم بلشان التميمي
تعود بعض أهل العراق خصوصا عند وقوع مصيبة عليهم ويسألهم احد الاشخاص بالقول ( شلونكم) يكون الجواب ( أحنه بنص الربيع) ، وهو جواب يراد منه أظهار حجم المصيبة وثقلها وهو (الجواب) يتناغم تماما مع استخدام العرب احيانا كلمة المديح من اجل الذم ، وعلى سبيل المثال عندما يقوم احد الاشخاص بفعل او عمل اهوج وأرعن ، تكون ردة الفعل تجاه هذا العمل بالقول ( أشكد تفتهم !! وعاشت ايدك !! ) ، وهي عبارة مدح يراد منها الذم، لنترك هذه الامور ولنذهب في جولة قصيرة حول الوضع في المنطقة (العربية على وجه الخصوص) ، ان الوضع في المنطقة يشير وبوضوح الى ان امور كثيرة وكثيرة سوف تحدث رغم انف من خطط ويخطط لها، ان ما يجري في المنطقة وما يطلق علية مصطلح ( الربيع العربي) حقيقة هو اصطلاح اجوف بعيد كل البعد عن الواقع وعن الجوهر لأن حقيقة هذا الربيع هو ربيع (عبري) وربيع ( غربي) . لو نظرنا نظرة قصيرة لأمور بلاد العرب والاسلام وما حدث ويحدث لها نجد ان المتضرر الاول والاخير هو المواطن المسكين الذي يسكن هذه البلاد ، فهذا المواطن المسكين وبمختلف ديانته وقوميته نراه يدفع الثمن ، واي ثمن ، انه ثمن غال جدا جدا (قتل وتعذيب وتهجيروفقر وجهل وووو) وكل هذه المصائب تصب فوق رأسه ومع هذا نجد من يدعو هذه المصائب انها (ربيع عربي). نعم ان اقر واعترف بضرورة واهمية تغيير وازاحة جميع او على أقل تقدير معظم انظمة الحكم العربية والاسلامية التي اذاقت شعوبها الويل ، ولكن ان ياتي التغيير على حساب المواطن المسكين الذي دفع ويدفع الثمن فهذا امر لا أقره ،ولا اعترف به وهو امر انا متاكد ان الكثير يتفق معي بشأنه.
لو رجعنا قليلا الى الوراء وتحديدا الى الايام او الاشهر الاولى من تنصيب اوباما في اول دوره له رئيسا للولايات المتحدة الامريكية ، نجد ان اوباما قام بزيارة تركيا وهي اول دولة (علمانية اسلامية !) يقصدها ، وقال في خطاب له أمام البرلمان التركي (إن بلاده ليست في حرب مع العالم الإسلامي) ، وللأسف الشديد لم نجد في البرلمان التركي من رد عليه وقال له كيف لم تكن امريكا في حرب مع المسلمين وهي (امريكا) التي تسند حكام الشر وسلطتهم وتسلطهم على رقاب المسلمين ، واعتقد ان الرد لم يأت بسبب ان تركيا علمانية اسلامية !! ، وخطاب اوباما واضح بما لايقبل الشك ان بلاده تشن حربا عشواء مستمرة ضد الاسلام وما نفيه الحرب الا تأكيد هذه الحرب. ان ثمرة زياة اوباما لتركيا في بداية حكمه نجدها اليوم قد نضجت ، وذلك من خلال قيام تركيا بالدور الرئيس والكبير لتدمير العراق وسوريا شعبا ومؤسسات وبنى تحتية ،وهو دور انيط بتركيا لتنفيذه بعد ان عجز الكيان الصهيوني من تنفيذه وهذا الامر يجرى تحت اسم ( الربيع العربي ) وهو ورب الكعبة (ربيعا عبريا غربيا). لنترك سوريا ونرى ما الذي جرى ويجري في مصر الكنانة فهل من المعقول ان كل الاحداث التي شهدتها مصر هي نتيجة دعوة (فيسبوكية) قام بها( ابن غنيم) ، لتجد هذه الدعوة صداها وتاثيرها العظيم ، بحيث خرجت الملايين الى الساحات والى الشوارع منادية ب (التغيير) ، وارجو التركيز على مفردة التغيير هذه لانها مفردة ، قالها اوباما من على منبر جامعة القاهرة عندما قام بزيارة مصر خلال انتخابه في الدورة الرئاسية الاولى حيث قال اوباما في حينها (لقد أتيت الى هنا للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي) انه يتحدث عن بداية وهي اشارة الى حدث ما ، ولكن الرجل اعطى اشارة اكثر وضوحا ،عندما قال في موقع ثاني من خطابه (انني أقوم بذلك ادراكا مني بأن التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، ولا يمكن لخطاب واحد أن يلغي سنوات من عدم الثقة كما لا يمكنني أن أقدم الاجابة على كافة المسائل المعقدة التي أدت بنا الى هذه النقطة)، ان الرجل يدعو الى التغيير واكيد المقصود به تغيير نظام الحكم لانه من غير الممكن ان يغير (الشعب المصري) ، وكيف لرئيس دولة لا أصل لها ، ان يغير شعبا اصيلا مثل الشعب المصري الكريم! ، ويسترسل اوباما في خطابه ليقول ( اننا نملك القدرة على تشكيل العالم الذي نسعى من أجله ، ولكن يتطلب ذلك منا أن نتحلى بالشجاعة اللازمة لاستحداث هذه البداية الجديدة) ، انه يتكلم بوضوح عن قدرته لتشكيل العالم الذي يريد !. سادتي ان المستفيد الوحيد من الاحداث التي تجري في المنطقة العربية خصوصا ما يحدث في سوريا هو الكيان الصهيوني وحكام الدول الصليبية حيث ما انفكوا يعملون للقضاء على أي قوة من شانها ان تكون عائق بوجه البنت اللقيطة ( اسرائيل)، ناسين او متناسين ان الظروف الصعبة تخلق الحلول الكبيرة التي سوف تأتي قريبا جدا وهي حل قضية الشعب الفلسطيني عبر تحرير القدس الشريف بأذن الله تعالى.وسلاما سلاما على الشعوب العربية الامنة ، وشرا شرا على حكامها وملوكها ورعاعها الذين هم سبب مصائبنا في كل زمان ومكان.
https://telegram.me/buratha