عدنان السباهي
القومية هي التكلم بلغة واحدة وقد يسكن المتكلمين في بلدان متعددة ، وهو ما يصطلح عليه بالأشقاء او الأخوة العربية، اوالاخوة الفارسية أو الكردية أو التركية، والمعروف أن الشقيق هو الذي يصلح الخلل ويمنع وقوع الخطر ويسند الأخ حين يحتاج المساندة، وعلى العكس من ذلك ما يسمى عدوا وهو الطرف الأكثر ضررا وهو الذي يلحق الأذى ويقتل الشعب ويطلق الصواريخ والطائرات في يومنا هذا ، وسابقا العدو من يغزو الديار بالسيف والرمح ويستحل الأموال والممتلكات ويسبي النساء ويستعبد الشباب،مثل ما فعلت القبائل العربية أيام الجاهلية،و المغول وغيرهم من الأقوام الغازية، وكما هو معروف اليوم أن إسرائيل هي عدوة العرب وذلك من خلال التثقيف الحزبي القومي ، وان الصهيونية حركة عنصرية امبريالية وهي غدة سرطانية زرعت في قلب الوطن العربي يجب إزالتها!، بتنا نسمع هذا في نشرات الإخبار اليومية وفي الاجتماعات الحزبية والخطابات السياسية للقائد الضرورة والبطل القومي الذي لايخلوا أي خطاب من كلمة فلسطين، حتى مللنا هذا الكلام الفارغ لأننا لم نر أي مصداقية له على ارض الواقع.قاتل أجدادنا من اجل القومية العربية والإسلامية القوميات الأخرى حتى فقدوا اعز شبابهم وممتلكاتهم ويشهد لذلك التاريخ والملاحم التي سطروها والمقابر التي لازال البعض منها شاخصا، وغير بعيد عن مسامعنا وربما البعض من كبار السن يتذكر إحداثها وهي ثورة العشرين التي عبرت عن التضحية لأجل القومية ضد الأعداء وهم الانكليز الذين سيطروا على البلاد بعد ذلك ومنحوا من وقف معهم السلطة والامتيازات ومن وقف ضدهم تركوه هائما بالجهل والمرض والتخلف، فأهل العراق الأصليين كانوا من الأرامين وسكان مصر من الأقباط وسكان شمال افرقيا من البربر، وان سكان الجزيرة العربية واليمن هم فقط من العرب ، ولكن بعد مجيء الإسلام والرسالة النبوية العظيمة تحولت اغلب البلدان إلى عربية بفعل القرآن الذي نزل باللغة العربية، لكن العرب عادوا إلى جاهليتهم بعد ردح من الزمن حين امتلكوا وأصبحوا حكاما متسلطين ،ولأجل عصبيتهم حاربوا أبناء بنت الرسول، فقتلوا الحسين(ع) وشردوا أتباعه ولازال الأمر قائما ، فبالأمس قاتلنا الفرس المجوس ! بصد العدو الإيراني التي هي طريقنا للقدس وأصبحنا الحراس عن البوابة الشرقية والأمناء على القومية العربية.إن ما يحصل اليوم يأتي الخطر والضرر والأذى والذبح والبقر والحرق والتهجير والاغتصاب، وهي أفعال إضعاف ما يأتي من العدو!، ففي عالمنا العربي المنطق معكوس، فقتل العرب لبعضهم أكثر مما قتلت إسرائيل من العرب، فالحرب اللبنانية راح فيها أعداد كبيرة من أللبنانين بأيدي بعضهم البعض، وفي العراق قتل النظام من شعبه أكثر مما قتل في الحرب العراقية الإيرانية، وفي الجزائر وتونس وليبيا قتل الآلاف من المواطنين نتيجة الصراع على السلطة بين الأنظمة الحاكمة والمعارضة أو المنظمات الدينية المتطرفة ، واليوم السوري يقتل السوري، وكل هذا القتل بفعل المد العربي بالأموال والمقاتلين كما يحدث في العراق ، فهل هذا جزائنا ولماذا تقتلوننا الم نكن في السابق عربا ومن بطون العرب لماذا تغير الوصف إلى صفوين!!، فينبغي احترام الأمة التي يعيش فيها المواطنين، فكل وطن هو امة بذاتها فالولايات المتحدة الأمريكية امة متكونة من عدة طوائف واثنيات وأجناس حتى العرب من ضمنهم، وكل واحد منهم له عقيدته الخاصة به،وكذلك الأمة الجزائرية والفرنسية والمصرية، فالأمة العراقية تتكون من قوميات عربية وكردية وتركمانية وسريانية وفيليه وشبكية ويزيديه وصابئة ، فالأمة يجب أن يكون ولائها للوطن الذي تسكن فيه كما هو الحال في الدول الأخرى كالأمريكي الذي يعتز بجنسيته بالرغم من انه من أصول أخرى ،وعلى أبناء الوطن الإيمان بالله والوطن والإنسان، وتكثيف الجهود في الكفاح السلمي والثقافي للقضاء على التطرف في القومية العربية فلم نجد إرهابيا تركمانيا أو كرديا أو يزيديا أو شبكيا أو صابئيا أو مسيحيا يفجر نفسه ليقتل إخوانه في الوطن أو يلغم بيت أخيه ليقتل أطفاله ويهدم منزلة نتيجة لغسل الأدمغة واختلاف العقيدة، فلا يمكن القضاء على باقي القوميات بهذه الطريقه فهي ستزيد الحقد والكراهية وستتوحد تلك المكونات ضدهم وتطرد المتشددين منهم خارج الحدود ، وبالتالي خير وسيلة للبقاء والعيش بسلام احترام الوطن ومن فيه فهو كالأم ومن لايحترم أمه فهو عاق يستحق العقاب.
https://telegram.me/buratha