المقالات

الطلاق على قــدم وســاق

1012 22:45:00 2013-08-30

بسم الله الرحمن الرحيم

من المعلوم ان البلدان التي تعيش حروبا ً ونزاعات داخلية هي الاوفر حظا ًً في تراجع القيم الانسانية وذلك عن طريق تفشي الفساد تناغما ً مع حالات عدم الاستقرار التي ترافق هكذا ظروف , وبتسليط الضوء على المجتمع العراق يتضح جليا ً ان مجتمع يقوم على عقائد وحضارة ونزعة عشائرية وترابط بحيث يصعب للازمة ان تحطم له جدار ويكفي ان تخدشه ! ولكن كثرة الازمات وتلاحق الفتن تؤدي الى حدوث شروخ كبيرة في المجتمع فحين نرجع بعجلة الزمن الى ثمانينات القرن الماضي  ومع كثرة موت الرجال سواء في محرقة الحرب أو في الاغتيالات والتصفيات من قبل النظام المقبور تجد ان النساء اخذت موقع الزوج فعملت وربت وقدمت الى المجتمع افراد متزنين على حساب حياتها وراحتها وشبابها فشابت في جهاد ونضال .

أما اليوم وشوارعنا تقطر دما ً والمغادر لداره لا يعلم هل سيعود ام لا ؟ ومع الخوف وعدم الاستقرار والظلم والفساد تجد فئة ليست بالقليلة تظلم نفسها وتخرب بيوتها بايدها , فالطلاق اصبح اليوم شيئا مألوفا ً حتى بوجود الابناء الذين لا يمثلون رادعا ً للابوين لاستمرار الاسرة وكيف يكون المخلوق رادعا ً ان لم يكن الخالق لهم رادعا ً فهذا الحديث النبوي واضح (تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش) .فهز العرش لا يقف عائقا ُ امام الزوج أو على الاقل يجعله سبباً من اجل البحث عن حلول  ومراجعة الذات والاسباب , ان الدوافع التي تتسبب في الطلاق قد اضيف اليها نقائضها ! فلقة المال والحيلة كان سببا ُ لخراب البيوت وبات اليوم كثرة النقود والنفوذ  هو الدافع الاقوى لهدم البيوت وكسر الخواطر .

والامر المحزن والغير مألوف ان المراة المطلقة اليوم سرعان ما تبحث عن بديل وهذه ظاهرة لم تكن واضحة في المجتمع العراقي الذي عُرفت المرأة فيه بالاباء والشموخ واليوم ترى نسبة غير قليلة خاصة في دوائر الدولة  وعذرا ًُ للوصف ( تصطاد الرجال ) فالسحر والشعوذة على قدم وساق وخطف الرجال المتزوجين امر عادي ومألوف وحقيقة ان الزواج هو سنة الله ورسوله وحديثنا ليس بصدد الاحاطة بجميع الجوانب  فالامر شائك ولكن بودي ان اسلط الضوء على حالة غريبة الا وهي الزواج السريع بعد الطلاق ومن قبل الطرفين فمعلوم ان قلب الرجل متقلب ولكن المرأة وخاصة بعد الزواج تكون هي الوتد الذي يمسك خيمة الاسرة  فحتى ان تخلى عنها عمود الخيمة تجدها تحل محله وتقف لتحمي اولادها ولكنها الان تتركهم باحثة عن زوج جديد فيكون الخراب اكبر والهدم اسرع فاليوم نفتقد حتى تعقل طرف او حتى تأنيه فلسنا نطالب المرأة ان تكون ضحية طيلة الوقت ولكن فلتكن متعقلة فعسى ان يكون هذاالفراق نزوة ويعود الرجل لعقله او على اقل تقدير يعطي الانسان لنفسه فرصة لترتيب اوراقه قبل الخوض في زواج جديد هذا ان طلب زواجا ً بناء .

مأساة هي مختصر ما يحدث في مجتمعنا فقبل ايام سمعت خبر طلاق ثلاثة من الازواج الذين اعرفهم والكارثة ان اثنين من اصل الثلاثة قد تزوج الطرفان فيهما  وبسرعة  بحيث ان السامع يسمع الخبر دفعة واحدة ولكل من هذه الاسر ضحايا وهم ابنائهم الذين يتيهون في خضم هذه المشاكل والمشاحنات والغريبان الازواج البدائل لكل منهم هو موظف او موظفة من الدوائر !! وهذا يقودنا الى ان مهازل تحدث في تلك الدوائر وقد عشناها فالموظفة تطلع الموظف على كل تفاصيل حياتها والعكس صحيح ولا حياء ولا ادب الا ما قل وندر فاحاشا ان نظلم الجميع .

استهتار بالحياة الزوجية وبالقيم السماوية  وبالعلاقة الابوية والوشائج العائلية هو مختصر ما يحدث فهذا يطلق مذواقا ً وذاك يطلق مراضاة لامه !! وهذا من اجل المال واخر لكسر القيود والاغلال و النهاية هز لعرش الله وضربا ً بعرض الحائط للتوصيات النبوية في حفظ الاسرة واعياء للمجتمع وتحميلا ُ له بلاءات جديدة وثمار لاحقاد وصراعات وقليل مابه ليزداد !! .

لماذا ؟!!

انا الاعلام الخليع يبث سمومه داخل بيوتنا من غير ان نشعر فالمسلسلات والروايات قل منها ما يُبنى على اساس ديني عقائدي الا ما ندر فالاعلام يحمل فرشاة ويضيف الينا ما يشاء وبهدوء وببطىء فلا تشعر بحجم المأساة فاليوم للزوج شركاء فهي تعشق صوت هذا ويعجبها ذاك وهو العن منها بكثير فالشيطان اعد له متكىء من المفاسد والفتن النسائية وهذه العين المتأملة لغير المحارم هي السبب الاساس ان لم يكن المطلق لهذه الشروخ الكبيرة في الاسر والعوائل ولو علم الانسان ما جزاء الصبر على المكروه ما استعجل الحلول التي تجلب عليه ما هو اسوء وهذا حال من ابتلي بمكروه فما حال من لم يكن لزوجته  او لزوجها عيب يستحيل معه الحياة  فهل يتوقع هذا الانسان العجول الغير صابر الظالم في اغلب الاحيان ان يمن الله عليه بزوجة اكثر وفاءا وجمالا أو زوج يرعى اولادها اكثر من ابيهم استبعد الا لمن صبر وصبر وحاول وابقى على البيت حتى انهدم على رأسه وهو يحاول ويحاول عند ذاك يستحق الافضل .

الاسرة العراقية ممزقة من الداخل ومتربص بها من الخارج والله المستعان على ما نسمع ونرى والحل في تأمل النعمة تأملي وجهه وتأمل وجهها واحمد الله واثني عليه عندها فقط سيخرج الشيطان من غير رجعة وسيجزي الله الشاكرين

اختكم بغداد

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مهند العزاوي
2013-09-01
انت مو بس اختنا انتي وردة بغداد في هذا الزمن الكاحل المعتم ..كل المواضيع اللي تكتبين بها ملحة ومهمة جدا وطرحك لها يتسم بموضوعية عالية وفي كل هذا لاتنسين ابدا ذكر الله العلي العظيم والتذكير بايات القران الحكيم.الكثير يعتز بكتاباتك ويعتبرك فخر للعراق اسأل الله لك ولاهلك جميعا كل خير وسعادة وامن وايمان وصل اللهم على خاتم الانبياء وسيد المرسلين محمد ابو القاسم عليه وعلى اهل بيته الاطهار الصلوات والسلام اخوك ابو حيدر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك