المقالات

الاعلام الموجه لنصف المجتمع

515 01:54:00 2013-08-31

حيدر حسين الاسدي

لاشك أن وسائل الإعلام بكل ما تمثله من هيمنة وانتشار قد تركت آثاراً سيئة بالغة الخطورة - على شخصية المرأة المسلمة المعاصرة، وتختلف هذه الآثار من مجتمع لآخر، ومن امرأة لأخرى، كما تختلف أساليب الإعلام في التأثير والتوجيه، فمنها ما يكون قصير المدى تظهر نتائجه مباشرة، ومنها ما يكون ممتداً في فترة زمنية طويلة، ليتم على أثره التغيير الكامل في المواقف والقناعات.فبعض النماذج من آثار الإعلام يؤثر في إفساد المرأة المسلمة فلعل أبرزها وأشدها خطراً هو فقدان المرأة المسلمة لهويتها الإسلامية، فالحملة الإعلامية الموجهة نحو المرأة المسلمة تكرس نموذج المرأة الغربية على أنه النموذج القدوة، وبالنتيجة فإن المرأة المسلمة تنقاد نحو التقليد الأعمى لهذا النموذج. اما الفراغ الفكري فهو خطر اخر يهدف الى تهميش المرأة والتعامل معها من قبل الإعلام الموجه على أنها جسد وحسب، وحصر اهتماماتها بدائرة ضيقة، ابتداءً من الاهتمام بالشكل والموضة وعمليات التجميل، وانتهاءً بكيفية استغلال المرأة لامكاناتها الشكلية للفت انتباه الآخر! مما يخلق فراغاً روحياً وخلطاً عجيباً بين الغايات والوسائل. فالمفهوم الإسلامي للجمال يتبلور في أنه وسيلة تأخذ منه المرأة قدراً لتحقق به أنوثتها، بينما يزرع الإعلام الآخر في حس المرأة أن الجمال المظهري غاية تستحق أن تعيش من أجلها؛ وهكذا حرف هذا الإعلام المرأة، وحرمها من أداء دورها ورسالتها في الحياة. إن الحقيقة التي يفترض أن نعترف عليها هي افتقار الصحوة الإسلامية ذات الرصيد الجماهيري، إلى الإعلام الشامل والفاعل والقادر على إيجاد بدائل مسموعة -مرئية- مقروءة، وإن كانت هذه الخطوة متأخرة وضئيلة مقارنة بمسيرة الإعلام الآخر، إلا أنها ستزرع الأمل بنقلة نوعية فيها ردة الفعل نفسه. وهذه الحقيقة المرة ستظل معضلة حقيقية نعاني معها حتى إيجاد الإعلام الإسلامي المنافس. وتنحصر رؤية الإعلام الإسلامي تجاه الإعلام الآخر على أنه عدو ويجب بغضه ومقاطعته، وهو الموقف الأسهل دائماً! إلا أن المقاطعة ستبقى حلاً مؤقتاً، لو ناسب مرحلة زمنية معينة افتراضاً، فإنه لن يناسب المراحل التي ستليها يقيناً، وكان يفترض أن يثمر هذا الموقف - على الأقل - عن دراسات ومشاريع إعلامية مستقبلية تساهم في إزالة الرهبة من خوض التجربة الإعلامية لدى الإسلاميين، وتشعرهم بأن هذا الاهتمام الكبير بالمرأة المعاصرة من قبل الإعلام الآخر، إنما هو تحكم في مستقبل هذه المرأة وصياغة جديدة لاهتماماتها على غير ما نريد! فليس من المنطقي أمام ثورة تقنية ضخمة لوسائل الاتصال أن نربي الجماهير على الانعزال ونحرمها من التكيف الإيجابي عبر إيجاد البديل الهادف الذي يحفظ خصوصيتنا العقائدية والثقافية. وثمة ملامح أولية لهذا التكيف منها ضرورة توعية الأمة بأهمية الإعلام والتذكير بأننا أمة قام تاريخها المجيد من خلال وسائل إعلام ومنابر ارتفع منها صوت الخير والنصر والإرشاد.و تحريض النخب من ذوي الخبرات المهنية والميدانية، لتقديم رؤاهم ومعالجاتهم، للاتكاء عليها في بداية التجربة. وصناعة البدائل الإسلامية في مجال الإعلام بمختلف فنونه، على أن تكون هذه البدائل ملتزمة بالرؤية الإسلامية، ومؤطرة بالمرجعية الشرعية. ان ما نكتبه الان لايعدو سوى ومضات أمل بأن ترفع الأمة راية جهادها الإعلامي، فتخوض معركة الكلمة والمعتقد في زمن تجوبه الأقمار الصناعية، وتسود فيه الذبذبات الإذاعية ليل نهار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2013-08-31
معك في كل ما طرحت واجد حلا اسرع قبل انتظار بروز اعلام اسلامي يوازي العملاق العلماني اعلاميا وذلك بان تقلل كل اسرة من كم ما تتابع فلو اكتفت الاسر بعدد من القنوات بحيث لاتتجاوز اصابع اليد فعند ذلك ستغلق كما من شبابيك الاذى الاعلام الان شيطان بكل معنى الكلمة احسنتم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك