المقالات

اسرار البلاد وشياطين (الانسداد) /

418 17:55:00 2013-08-31

حافظ آل بشارة

اعجبني مصطلح (الانسداد السياسي) رحم الله والديه الذي اخترعه والقى به على السنة المتحدثين ، اكتشف بنفسك ان ما يمر به بلدك هو سلسلة انسدادات ، القوات الامنية تحصل على معلومات مفصلة حول تجمعات الارهابيين فتهاجمهم فتقتل وتعتقل ، فترتفع الاصوات من داخل الحكومة ومجلس النواب بوقف تلك العمليات لانها (انتقام طائفي) وهذه افضل حماية تقدم للارهابيين ، فتتوقف الهجمات او تتحول الى هجمات شكلية وهذه انسداد واضح . مجلس النواب يريد استدعاء المسؤولين ليسألهم عن تزايد العمليات الارهابية في بلد لديه 17 فرقة عسكرية موازنتها 20 مليار دولار، فتأتي الأوامر بعدم الحضور فيتوقف الاستدعاء وتبقى المشكلة وهذا انسداد آخر ، ارادت ثلة متخصصة شن حملة لكشف الفساد فوضعوا عناوين : بيع الوظائف الكبيرة بالمليارات ، العمولات في عقود الشركات ، شبكة الرشاوى في الدوائر ، جنود ينامون في بيوتهم ويدفعون نصف رواتبهم للآمرين ، وقبل ان تبدأ الحملة انهالت الرسائل والتهديدات والتحذيرات من مسؤولين كبار كخلية زنابير هائجة ، فهرب المصلحون وانتصر الفاسدون في اوضح حالة انسداد ، تظاهرات تطالب بالغاء تقاعد النواب مكفولة دستوريا ، لكنها ليست مكفولة امنيا وسياسيا ، اعتصامات الانبار كانت شرعية لكنها اصبحت لاحقا منبرا للقاعدة والبعث واوردغان وموزة وفلان وعلان فما الذي يمنع التظاهرات الجديدة من هذا المصير ؟ نائب مرتاح شبعان متفح اهله في كندا وعشيقته في قبرص وشقته في دبي قال وهو يتثائب : تقاعدنا أقر بقانون ولا يلغى الا بقانون ونحن من نشرع القانون اتركوا الأمر لنا ولكن لا تغضبوا ان لم يحصل القانون على اكثرية ، قصده ان القضية في طريقها الى الانسداد . البصرة عاصمة العراق الاقتصادية قال البعض : نعم ، صحيح ، ضروري ، لا بد من تشريع قانون لها ، نوقع بالعشرة ، لكن يؤجل القانون الآن لأنه يخدم الكتلة الفلانية انتخابيا ، وهذا انسداد متعمد ! الاستقرار ، الماء والكهرباء والأمن والتنمية والرفاه والكرامة والنظافة كلها حقوق مشروعة لكن يجب ان تؤجل لأن النجاح في اي منها يخدم كتلة الوزير الذي نجح انتخابيا! وهذا انسداد جماعي محير ، احترقت بسطية كبيرة لملابس البالات ، ارتفعت السنة اللهب ، خشي الباعة ان تزحف النار الى السوق ، اتصلوا بالاطفاء فلم يأت ، مر تنكر مجاري استعانوا به نزل سائق التنكر امطر الحريق بدفق هائل من المياه الثقيلة حتى اطفأه ، انقذ نصف البسطية وكانت خسائرنا ان ثلاثين بائعا متجولا حين عادوا الى أهلهم رفضوا استقبالهم لانهم كانوا مبللين بمياه المجاري ورائحتها وعثروا في جيوبهم على قطع من النجاسة ، تم الاتفاق على غسلهم في الشارع قبل السماح لهم بالدخول ، صاحب التنكر يرى في نفسه بطل انقاذ وقد طالب المراسلين بتصويره واراد مصافحتهم فرفضوا وهربوا من رائحته فرشقهم بسيل من الشتائم ، وهذه حالة انسداد سياسي أخرى لكنها ليست الأخيرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك