تؤكد موضوعة النائب حيدر الملا وتطاوله على المرجعيات الدينية، أن لا حدود لإستغلال اللحظة وتوظيفها لخدمة السياسي، فالرجل كان ماهرا في صناعة قالب ينفعه وينفع الذين يقفون معه ووراءه وفي صفه..!
كيف؟..
الرجل يعرف أن الذاكرة البعثية مازالت ناشطة في الدهاليز المظلمة من الكثير من مفاصل العقل الجمعي العراقي، ويعرف أيضا أن ليس من السهولة إقتلاعها من أوجارها، سيما بعد الإلتفافات التي وفرتها لهم النية الطيبة للحكومة وساسة المكون الأكبر، ويعرف أيضا أن أمامه إستحقاق إنتخابي قريب، وأن لابد له أن يشترك فيه، وأن عليه أن يفوز كبعثي كامن..! ويعرف أيضا أنه وإستنادا الى تجربته السابقة بحاجة ليس إلى أكثر من خمسة آلاف صوت كي يجد نفسه في مجلس النواب الجديد..
وبالحقيقة فإن ما طرحه وفر له فرصة للحصول على نسبة مهمة من هذه الأصوات، فقد نجح في تقديم نفسه الى البعثيين والمتشاطئين معهم من الطائفيين وأعداء التعايش السلمي الإيجابي مع الآخرين، على أنه واحد منهم، بل وفارسهم الذي لا يشق له غبار بالدفاع عن رؤاهم..!
ماذا يريد اكثر من هذا إذن؟..
لكن الذي لا يعلمه الساسة الطيبين في التحالف الوطني، أو الذي يعلمونه وسكتوا عنه، أن حيدر الملا لم يتحدث منفردا، ولم يغرد خارج السرب، بل أن ما قاله في مجلس النواب كان تعبيرا عن طلب وقع عليه 50 نائبا من القائمة العراقية والمتفقين معها..!
ماذا يعني هذا!..
ببساطة شديدة يعني أن صوت البعث والتحالف النكوصي المرادف له في مجلس النواب بات رسميا، وأنه بجرأته على ثوابتنا يسعى الى إستقطاب الموتورين والمعادين للعملية السياسية بهذه الطريقة.. ويعني أيضا أن عملا منظما ومخططا له بعناية وراء ما قام به الملا من تسور لسياجنا العالي..
هل فهمتم اللعبة يا بيت التحالف وطني، أم ما زلتم منشغلين في عراك مصارين البطن؟..!
https://telegram.me/buratha