هادي ندا المالكي
لم تكن تصريحات رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي والنائبة عن ائتلافه السيدة حنان الفتلاوي حول دعمهم التظاهرات الا تجاوزا صارخا على كرامة الجميع واستخفافا بعقول العراقيين بسبب حالة التناقض بين أقوال وأفعال المالكي وفريقه الذي لم يجد حرجا من التحدث عن اوهام وأكاذيب لا تستند الى الواقع ولا تصمد امام الحقيقة.وتصريحات المالكي والفتلاوي عن دعمهم التظاهرات ووقوفهم الى جانب المطالب المشروعة التي ينادي بهام المتظاهرون تمثل اخر مراحل الاستخفاف والاستهانة بحقوق هؤلاء بل تمثل قفزا وتعديا على مفاهيم العدالة ومحاولات تجذير مبادئ الديمقراطية التي أرساها الدستور العراقي الذي تم التصويت عليه من قبل اكثرية ابناء الشعب العراقي،لان هذه التصريحات تناقضها الاجراءات التي اتخذتها حكومة السيد المالكي والتي تمثلت بعدم منح التراخيص للمتظاهرين في بغداد وعدد من المحافظات الاخرى اضافة الى الاجراءات الامنية المشددة والتجاوز على المتظاهرين واهانتهم والقاء القبض على الكثير منهم وقبل ذلك قطع الطرق والجسور وعسكرة الشارع بطريقة مخيفة ومرعبة.كان على المالكي وليس مهما الفتلاوي ان يفسح المجال للمتظاهرين وان يتم منحهم التراخيص المطلوبة وان يسمح لوسائل الاعلام بنقل الحدث الى جميع انحاء العالم ومعرفة دوافع واجندات هذه التظاهرات وتوفير الحماية اللازمة لهم فان كانت مطالب المتظاهرين الغاء الرواتب التقاعدية فكان بها وهذا المطلب دستوري ولا يختلف عن دعوات الكثير من الكتل السياسية والنواب وبالتالي فان الامر موكول الى وضع قانون موحد للتقاعد او تشريع قانون يتلائم وطبيعة هذه المؤسسة التشريعية وبالتالي فان مطالب المتظاهرين هي مطالب النواب وان كانت المطالب تتعلق بالخدمات وتوفير الامن والامان وهذه مطالب مشروعة ولا يمكن لاي جهة ان تشكك بها وما على الحكومة الا السعي لتنفيذ هذه المطالب لانها من مسؤولياتها الاساسية وان كانت التظاهرات تحمل طابع التخريب ومحاولات جر البلاد للفوضى فانها ستكون مكشوفة امام العالم وستكون الحكومة هي من كسب الرهان وبالتالي ستحصل على حق النقض والتصرف بما يتلائم وحفظ الامن والنظام.ان المالكي اخطأ مرتين الاولى لانه منع منح التراخيص للمتظاهرين وفي هذا التصرف تجاوز على الدستور ومنع حق حرية التعبير والثانية لانه تعمد الكذب وحاول التجاوز والقفز على عقول العراقيين الذي تجاوزوا مثل هذه التصريحات وعبروها الى مسافات بعيدة من التحليل والرقي والنضج السياسي اما السيدة حنان الفتلاوي فلا ياخذ بحديثها لانها تعودت ان تخوض في كل المجالات التي تعنيها والتي لا تعنيها كجزء من مهام تنفيذها للواجبات التي اوكلت اليها.كان على المالكي ان يسأل مستشاره لشؤون المصالحة عامر الخزاعي عن طبيعة الشعب العراقي قبل ان يطلق مثل تلك التصريحات لان الجواب سيكون بالتاكيد ان" العراقيين مفتحين باللبن"توصيفا لحالة النباهة وقراءة المواقف التي لا يجيدها المالكي ولا تابعته حنان الفتلاوي.
https://telegram.me/buratha