المقالات

السيطرات الأمنية ..كثرة دون فائدة

570 21:26:00 2013-09-01

حيدر عباس النداوي

حتى لا يتهمنا البعض بالوقوف ضد صف الحكومة واجراءاتها الامنية المتخذة ضد العصابات التكفيرية وضد الهجمات الارهابية الدموية اليومية والوقوف الى جانب الارهاب والارهابيين فاننا نعلن ابتداءا وقوفنا الى جانب كل الاجراءات الصحيحة التي تتخذها المؤسسة العسكرية لحماية ابناء الشعب العراقي وفرض سلطة القانون دون المساس بحق المواطن في التعبير وفي العيش بحرية وكرامة وفي تطبيق مبادئ حقوق الانسان وفي عدم التضييق على حركته واداءه لمهامه وواجباته اليومية.والحقيقة ان الحكومة والمؤسسة العسكرية لم تتبع الطريق الصحيح لفرض هيبة القانون والقضاء على العصابات الاجرامية طوال السنوات التي اعقبت سقوط نظام البعث الصدامي منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا وهي التي بامكانها ان تعالج الكثير من الثغرات لو انها سلكت الطرق الصحيحة في التعامل مع الملف الامني وان كل ما تقوم به من إجراءات واحترازات انما تعتمد على الكثرة وعلى الظن وعلى عسكرة الشارع وانتظار الفعل ولم تنتقل الى رد الفعل حتى يومنا هذا.ومثل هذه الاجراءات الروتينية اليومية التي تتمثل في قطع الطرق والجسور وحشد الشوارع بالازدحامات بسبب كثرة السيطرات واستمرار استخدام جهاز كشف المتفجرات الذي ثبت فشله وعدم جدواه كلها اجراءات معقدة لا تصيب الارهاب ولن تقضي عليه بل لم تصل الى حافات تواجده انما هي اجراءات يراد منها اسقاط فرض وذر الرماد في العيون.واستمرار اجراءات زيادة السيطرات واعتماد الطرق التقليدية في التفتيش وعدم تفعيل الجهد الاستخباري او تفعيله وعدم اتخاذ الخطوات السريعة للتعامل مع المعلومة من قبل المؤسسة العسكرية انما يمثل تخلف العقلية الماسكة بملف الامن وسطحية تفكيرها وعدم قدرتها على الابداع او الخروج من دائرة الفشل الى فضاء النجاح والامل،ومن الواضح ان استمرار هذا التعامل السطحي مع الملف الامني رغم الانحدار المرعب في الوضع الامني انما هو محكومة بجملة من العوامل من اهمها تفشي حالة الفساد المالي والاداري وعدم مبالاة الاطراف الماسكة بالملف الامني وتهاونها بارواح ودماء الناس وتعاملها بفوقية اتجاه الدماء التي تنزف يوميا في احياء وشوارع مدننا الحبيبة.ان عدم قيام المؤسسة العسكرية بتغيير طريقة إدارتها للملف الامني واستمرار الالية المتبعة والتي لم تحقق غير الهزائم والانكسار وزيادة في زهق ارواح ودماء الابرياء انما يمثل جريمة مركبة ومتعمدة ضد ابناء الشعب العراقي اضافة الى ما تمثله هذه الاجراءات من اثقال كاهل المواطن واضاعة وقته وقتل روح الامل والرغبة في الحياة بالانتظار والتاخير.لقد تاخر الوقت كثيرا في الغاء الاجراءات الامنية الروتينية والتي لم تحقق للمواطن غير الملل والتاخير ووضعه في سجن كبير وتبديلها بما يتناسب من خطط امنية تعتمد المعلومة الاستخبارية والاجراءات الاحترازية الصحيحة والاعتماد على الاجهزة الحقيقية المتطورة اضافة الى محاولة منع تسلل الارهابيين اما بتامين الحدود او بعقد الاتفاقات الامنية مع دول الجوار وتحسين العلاقات مع هذه الدول.ان الوقائع والادلة تقول ان افراغ المدن من جميع السيطرات التي تتواجد في كل شارع ومفصل وتتسبب باختناقات مرورية يومية ووضعها في المداخل الرئيسية وتحصينها باجهزة كشف حقيقية وليست مزورة من تلك التي تستخدم اليوم وتفعيل الجهد الاستخباري وتعزيزها بجملة من الاجراءات من شانها ان تفرض الامن وتبعد الضيق والضجر والحقد والطوابير عن المواطن وتسهل من مهام انتقاله وعدم اضاعة وقته ولا تتسبب برفع الضغط والسكر وزيادة حالات التهاب القالون والقرحة. ان جمع الارهاب والملل والفشل وطوابير الانتظار امر غير منطقي ولا يمكن ان يحدث في اي بلد في العالم يحترم ابناءه ويقدس دمائهم ويسعى الى الرقي والتقدم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك