المقالات

مصر كَتبت..فمتى يَقرأ العراق؟!

760 06:15:00 2013-09-02

محمد الحسن

لا توجد حلقة مفقودة, فعالم اليوم لا يحتاج لجهد كبير, الشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية كسرت الثلاثية الشهيرة وليس هناك ضرورة لوجود وسيط (يطبع), ويُفترض إلغاء حتى الثنائية لتصبح بغداد (تكتب وتطبع وتقرأ). قبل سنتين أو أكثر, صاح المصريون "الشعب يريد إسقاط النظام", ونجح الرهان العراقي القائل "بعدم وجود دكتاتورية شمولية تفوق إجرام صدّام". الفضائيات تنقل المشهد ومن قرب قصر الرئيس مبارك, دبابة للجيش المصري كُتب عليها بخطٍ واضح "يسقط مبارك"! وسقط.رئيس جديد بعد عقود طويلة من حكومات مصرية قامت على شرعية مدّعاة إلى أن صار الحديث جدياً عن التوريث. أكتشفوا خطر البديل على المجتمع المصري وتماسكه, فخرجوا من جديد, وللجيش ذات الحكاية...الشعب خياره الأول والأخير.العراقيون, طربوا وأُعجبوا بمصر (شعباً وجيشاً), فوقفتهم تعد نقطة حاسمة, لا مجال للتردد, أنه التاريخ بعين المستقبل.المقبور صدّام, أسسَّ نظاماً شمولياً قمعياً تمرّس على الذل وطمس أي معلم حضاري يؤشر على حرية وكرامة الفرد العراقي. مورست عملية عسكرة واسعة النطاق لأجهزة الدولة وبالمقابل فأن الجيش تحزّب وضاعت المعايير المهنية والإداء الأحترافي. عزائنا أنه سقط, ولا ريب في زوال السلطات لأنها تقوم على فرد إن غاب تلاشّت. سقوط (الصنمية البعثية) شكّلَّ فرصة مناسبة لتتكوّن مؤسسات الدولة وأبرزها العسكرية والأمنية, لكنّ نكهة السلطة وبهرجها لا يقاومه من يفتقر للمشروع...يعود الجيش العراقي والمؤسسة الأمنية لممارسة دورها (الطبيعي) بأهانة الشعب والأستعداد لسحقه إذا ما أراد الرئيس. يبدو إن عملية تدجينه وشخصنته أكتملت, ولعل هذا ما يكشف السبب الحقيقي للخروقات أو الأنفلات الأمني, فعندما يتحوّل العسكر تابعاً لرجل, فلن يهتز لسيول الدماء طالما ضمن سلامة سلطة ذلك الرجل.من يمتلك الشجاعة على قراءة ما حدث في مصر؟ لا نعني تغيير الأنظمة, إنما طريقة تعامل الجيش مع الحدث والتي أبهرتنا وكدنا نُطرب لمصر مع شعبها. مثّلت تلك الوقفة أنعكاس لدور المؤسسات في الحياة العامة وأهميتها في حماية الشعوب.كتبنا قبل أكثر من عقدين ونحن من طبع وقرأ, لكنَّ الإرادات الحمقاء تصاب بالذعر عند ذكر مفهوم "المأسسة", هو سر الأختلاف بيننا وبينهم, هم يمتلكون أدوات التفوّق ونحن لا نملك سوى جلودنا المعرّضة للسياط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك