حمودي جمال الدين
هذه الاهزوجه التي صدحت بها حناجر المتظاهرين في 31 من اب تأتي استدراكا لأهزوجة ((علي وياك علي برميل إلك تنكه إلي))حين ضجت بها أصوات المنتفضين أبناء الناصرية في 25 من شباط 2011 وهم يخاطبون المسئولين العراقيين في نبرة ملؤها السخرية والاستهزاء والتهكم عن المدى الذي وصل إليه المسئول العراقي في حجم السرقة والنهب للمال العام .ولكن هؤلاء المسئولين خشب منضدة بلا حراك و بلا حياء وخجل يمتصون الاهانه والتقريع ولا يندى لهم جبين أو يهتز لهم بدن, فيتمادون في غيهم واستهتارهم بتبديد ثروة العراق وسرقة قوت أبنائه .فتظاهرات 31 اب صوت الحق على الباطل وثورة المحرومين على المتخمين المتنعمين بما امتلأت به كروشهم وخزائنهم من أموال وعقارات وأطيان .31 اب صرخة مدوية لشعب, (من خارج أحزاب السلطة المنتفعة) , أرهقته وخذلته سياسة حاكميه وابتزاز مسؤولية وبرلمانيه , وهو مرحلة فاصله أفرزت الوجوه وكشفت الاقنعه وأظهرت حقائق المتشدقين والمتنطعين بالوطنية والمتاجرين بدماء الشعب من فاقدي الضمائر اللاهثين وراء ماتجزله عليهم السلطة من فتاة الموائد .,لشراء سكوتهم وامتهان كرامتهم وتسخير إعلامهم و أصواتهم وأقلامهم وهز مؤخراتهم للردح والتبجيل في حضرة السلطان ,وهي سجية تسري بعروقهم ودمائهم من أيام طاغيتهم المقبور,وليس غريبا إن تنهال آلة القمع بما امتلكت من قوه على رؤوس المسالمين الشرفاء من أبناء هذا الوطن الذين خرجوا للمطالبة المشروعة باسترداد ماسلب من أرزاقهم وثروة أجيالهم التي التف عليها البرلمانيون بقوانينهم المجحفة والمهلكة لمصادرتها لحساباتهم الشخصية من غير وجه أو يقضه من ضمير., كما تأتي تظاهراتهم استنكارا وشجبا للتلكؤ والتهاون والضعف الذي تتصف به قواتنا الامنيه في تصديها للإرهاب وحممه القاتلة الذي يضرب في طول العراق وعرضه دون إن يجد من يردعه أو يحمي أرواح المواطنين وممتلكاتهم من شروره وتماديه, في حين تستأسد هذه القوات وتظهر كامل قوتها وعدتها للفتك بأبناء جلدتها.وبهذا التصرف المزري والمشين تكشف عن حقيقة وجهها المشبع بالغل والضغينة على شعبها والمناوئ لكل تطلعاته وأمانيه, ولتجعل من نفسها ماكينة طيعة ولينه بيد الحكام والمتجبرين, لتعيد لأذهان هذا الشعب ألصوره القاتمة والمؤلمة التي عاشها في أتون القتل والدمار والخراب على أيدي قوات ومرتزقة صدام وزبانيته إبان ألانتقاضه الشعبانيه ,فهؤلاء القادة الامنيون أخر مايفكرون به حماية المواطن والحفاظ على أمنه واستقراره وجل نشاطهم وعنفوانهم ,مكرس للحفاظ على امن وسلامة ولي نعمتهم ومسئوليهم القابعون خلف السواتر والأسوار العالية, وهم نسخة وامتداد للقتلة والظالمين الذين اسأمونا ذلا وهوانا طيلة سنين القهر والظلام .وتبقى مفردة الحرمنه التي تلوكها الاشداق وتتردد على كل الالسنه في عراق اليوم , وصمة عار وشنار تؤطر جبين المرحلة التي نعيشها وترسم على وجوه سياسيها وأحزابها تاريخا حافلا بالفساد والانانيه والمحسوبية والسرقات.
https://telegram.me/buratha