بقلم الكوفـــــــــي
عندما تتخلى الشعوب عن مسؤولياتها تنقض الحكام على مقدراتها كما تنقض الوحوش على فريستها ، بالامس كان الكثير يعيبنا عندما كنا نقول ان الشعب العراقي يتحمل ما يحدث من سرقات وفساد واهمال متعمد من قبل الحكومة والمسؤولين ولا زلنا نردد هذا المفهوم ،
مبدأ من امن العقاب اساء الادب ينطبق على الفرد والمجتمع والحكومة ، عندما تكون الحكومة غير مكترثة في تطبيق القوانين يفسد المجتمع ، وعندما يسمح المجتمع للافراد ان يتصرفوا كما يحلو لهم يفسد الفرد والمجتمع على حد سواء ،
وعندما ترى الحكومة خنوع وخضوع الشعب وعدم تحمله للمسؤولية تستهتر الحكومات وتلعب بمقدرات الشعب كيفما تشاء ، كنا نقول مبدأ ( اني شعلية ) مبدأ خاطىء وقاتل والحديث النبوي يقول ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) وعندما يرى الحكام تنصل الفرد والمجتمع عن مسؤولياتهم في محاسبة الحكام بلا شك يتمادى الحاكم والمسؤول في طغيانه واستهتاره لابعد الحدود ،
على مدى اكثر من سبع سنوات والمواطن العراقي يشكو من الفساد والسرقات وسوء الخدمات والاستهتار الحكومي واللعب بمقدرات ارواح الابرياء دون ان تتحرك الحكومة والمسؤول وهذا ليس بتجني وانما واقع حال يعرفه القاصي والداني وما كان هذا ليكون لولا تنصل الشعب وسكوته المطبق ،
كنا نقول ونردد دوما ان الشعب العراقي ان لم ينتفض على نفسه ويتحمل المسؤولية لن يتغير حاله اطلاقا بل ان الوضع ينحدر من سيء الى اسوء وللاسف الشديد الاغلبية كانوا يقولون ما الذي بيدنا ان نفعله ولعمري لم يدرك الشعب العراقي ان كل شيء بيده وما الحاكم والحكومة الا موظفين لدى هذا الشعب متى ما اراد خلعهم او ابقائهم فالامر يعود اليه ،
التظاهرات التي خرجت في 31 اب وبعد سبات لاكثر من سبع سنوات اتت اكلها بعد سويعات وان دل هذا على شيء انما يدل على حقيقية لا تقبل الشك وهي ، ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ، وبما ان الشعب العراقي تخلى طوال هذه السنوات عن مسؤولياته ولم يحاسب نفسه ويعمد الى التغيير استهتر المسؤولون به بل استهتروا بدمائه وارواحه وواقع الحال يشهد بذلك من فساد وسرقات وقتل وارهاب وسوء الخدمات ووو الخ ،
هذه التظاهرات اثبتت للمواطن العراقي حجم الخطأ القاتل الذي ارتكبه المواطن في حقه نفسه عندما سكت وتخلى عن مسؤولياته الشرعية والاخلاقية في محاسبة ومعاقبة المفسدين ومن هنا نقول وبكل فخر واعتزاز ان هذه الصحوة وهذه التظاهرات ستكون السيف الحقيقي الذي يحاسب به الجميع وان صوت الشعب هو الصوت الاول والاخير ولا يمكن لاي قوى مهما امتلكت من قدرات ومن امكانيات لن تستطيع الوقوف بوجهه .
https://telegram.me/buratha