مديحة الربيعي
لايزال الواقع ألامني المتردي الشغل الشاغل للشارع العراقي ولازالت القيادات الامنية تتحدث عن عمليات عديدة في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد,وخصوصا" في أطرافها وسميت العملية الاخيرة مناطق حزام بغداد في أشارة الى المناطق التي تمثل محيط العاصمة ومداخلها خطط أمنية متلاحقة نتيجتها واحدة,على الرغم من اختلاف مسمياتهاكل مايميزها هو أزدياد عدد ألانفجارات وأتساع دائرتها في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد,وخصوصا" في المناطق التي تنفذ فيها تلك الخطط الامنية وكأن الموضوع أصبح تحديا" بين قوى ألارهاب والقوات ألامنية فكل أنفجار يحمل في طياته رسالة الى القيادات ألامنية مفادها أن خططكم لن تجدي نفعا",لايكمن السبب في تقصير من أفراد ألامن أو قلة أعدادهم أو قلة في التخصيصات المالية فميزانية العراق تقدر ب 120 مليار سنويا خصص 20 مليار منها لتوفير ألامن,ورغم ذلك كله لازال ألامن الحاضر الغائب في حياة الشعب العراقي,أسباب عديدة تقف وراء انهيار ألامن في بغداد بشكل خاص والعراق بشكل عام أهمها الفساد ألاداري الذي كان السبب وراء أستيراد أجهزة كشف المتفجرات التالفة,أفتقار القوات لمعدات تمكنهم من أكتشاف العجلات المفخخة والعبوات الناسفة وأماكن تواجد العناصر ألارهابية مثل سيارة السونار التي تكشف السيارات المفخخة عن بعد 40 متر على ألاقل وتقطع الذبذبة التي يستخدمها العصابات ألاجرامية لتفجير العبوات عن بعد,مناطيد المراقبة التي تعطي صورة واضحة عن مداخل ومخارج بغداد وترصد تحركات العناصر ألارهابية وتكشف عن المناطق التي يتم اطلاق الصواريخ منها وقذائف الهاون على القوات ألامنية والمناطق السكنية احيانا",ألافتقار للطائرات المسيرة التي تساهم في مسح المناطق بشكل مستمر لتقوم بعمليات الاستطلاع والرصد غياب المعلومة الاستخبارية وضعف أجهزة الرصد الاستخباري التي تساهم بشكل كبير في أحباط العمليات ألارهابية خصوصا في المناطق الساخنة سوء توزيع السيطرات في بغداد بحيث أن بعض منافذ بغداد الرئيسية مكشوفة ممايسهل دخول الارهابيين بكل سهولة الى العاصمة,أضافة الى تسريب كميات كبيرة من سماد اليوريا الذي يصل الى أيدي بعض العناصر الارهابية التي تستخدمه في صناعة العبوات الناسفة,أنتشار الرشوة في بعض منافذ العاصمة أذ يعمل الارهاب على شراء ذمم بعض افراد القوات ألامنية ممايسهل في دخول السيارات المفخخة,عدم وجود كاميرات مراقبة تابعة لغرفة عمليات داخل وزارة الداخلية تراقب دخول وخروج السيارات من المنافذ الرئيسية في بغداد.مشاكل عديدة يمكن تجاوزها بحلول جذرية تساهم في توفير الأمن للناس وعلى مايبدو أن أغلب هذه المشاكل تتمثل في نقص المعدات التي تحتاجها القوات الأمنية لتواجه الهجمات الارهابية المتكررة فلايمكن فما فائدة كثرة العدد وألافتقار للمعدات,علما"أن المواجهة بين قوى ألامن وعناصر ألارهاب ليست عددية أبدا" فالمواجهة في الحقيقة ليست بين جيشين بل هي معركة تكنيك ومعدات وهذا مايبرر تمكن الارهاب من ضرب أهدافه رغم قلة أعدادهم التي قد لاتتجاوز سبعة آلاف مقابل أعداد قوى ألامن التي تصل الى مليون وربع من المنتسبين,لماذا لا يتم التعاقد على معدات لقوى ألامن تؤهلها لتحويل المواجهة مع ألارهاب لصالح قوى ألامن؟ ولمصلحة من هذا التغاضي عن أبسط الحلول التي تؤمن منافذ العاصمة التي تحولت الى منافذٍ للموت والدمار
https://telegram.me/buratha