عبد الله الناصري
التظاهرات التي شهدها العراق يوم 31/8 ومع اختلاف وجهات النظر بين من خرج للتظاهر وأسبابه التي دفعته للخروج, يبقى أمر واحد ومهم هو توحد المطالب.التظاهرات التي امتدت على مساحة واسعة من البلد حقيقة هي مدعاة سعادة وفرح كونها حق ديمقراطي مارسه الشعب وبدأ يعي كيفية المطالبة بحقه، كما إن التظاهرات والحراك الذي بدأ في الشارع العراقي هو مسائلة شعبية أخذت قوتها من قوة الشعب.كذلك يؤشر تعامل الأجهزة الأمنية مع التظاهرات حالة ايجابية فرغم الهفوات وبعض الصدامات ـ بحكم فتية التجربة ـ لكن يبقى التعامل جيد نوعا ما وفي أماكن ومدن معينة كان تعامل فوق الرقي وهذا ما أشرته مدينتي العمارة والسماوة ومشاركة قادة الأجهزة الأمنية للمتظاهرين في تلك المحافظات.ولكن المحزن والمبكي هو ما حصل في مدينة الناصرية من مأساة وقمع للتظاهرة, وهنا نَسأل ونتساءل,لماذا تُقْمَع تظاهرات الناصرية ؟؟ ولماذا هذه الاستهانة بأصوات الناصرية وأهلها ؟الناصرية لمن لا يعلم المحافظة الوحيدة التي لا تملك وزيرا أو وكيل وزير في الكابينة الحكومية, إضافة إلى إن الناصرية هُمِشًـتْ عمدا رغم أنها تمثل رابع ثقل انتخابي في العراق إذ تحتل المرتبة الرابعة من حيث عدد المقاعد المخصصة لكل محافظة في البرلمان حسب الكثافة السكانية.الناصرية يبدو أن قمع تظاهراتها كان عمدياً وليس عفويا أو وليد صدفة أو بأسباب أن هناك أناس مندسين داخل التظاهرة ـ نعم لا نلغي هذه الفكرة لكن يمكن التعامل معها ـ بل كانت هناك نية مبيتة لدى الحكومة وأجهزتها لإرهاب متظاهري الناصرية وبدأت بواكير هذه الإجراءات بإيفاد المالكي لسكرتيره الخاص والرجل الثاني المقرب من المالكي وهو السيد أبو مجاهد الركابي فجر يوم التظاهرات للإشراف على الأجهزة الأمنية.إن سبب قمع تظاهرات الناصرية واضح جدا فالناصرية المحافظة الوحيدة التي صدح أبناءها بهتاف واحد وأمام المالكي نفسه أبان حملته الانتخابية وترويجه لدولة القانون حيث نادت الجماهير بأعلى صوتها " جذاب جذاب نوري المالكي " وهي المحافظة الوحيدة التي كانت تجوب شوارعها تظاهرات يومية ليلة للمطالبة بتحسين الخدمات وخصوصا الكهرباء وكانت هتافات جماهيرها دوما " اين الكهرباء يا دولة القانون" إضافة إلى الأهازيج الشعبية المنددة بالحزب الحاكم ورئيسة.ومن الأسباب الأخرى أيضا إن الناصرية المحافظة الوحيدة التي لم تنتخب حزب الدعوة في مجلس محافظتها فلم يصعد من حزب الدعوة غير شخص واحد وهو مسئول مكتب ذي قار لحزب الدعوة بل كانت الأغلبية في ذي قار لتيار الأحرار وكتلة المواطن وكتلة بدر.إذاً ومما تقدم يثبت إن قمع تظاهرات الناصرية هو أمر معد مسبقا لمعاقبة هذه المحافظة التي لم تنسجم ورغبات رئيس الحكومة وحزبه لتبقى الناصرية الشجرة الخبيثة العصية على جميع الحكومات الظالمة وغير العادلة.
https://telegram.me/buratha