المقالات

حكومة ومعارضة ومسكين

692 09:21:00 2013-09-04

الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي

اذا كان ميكافيللي يرى في كتابه (الامير) انه لايوجد حرج للحكام الذين يضربون عرض الحائط بكل القيم الأخلاقية التي تربط بينهم وبين شعوب المجتمع الذي يحكمونه، طالما ضمن لهم ذلك البقاء في السلطة، فأن المعارضة (الحديثة !) ترى هي الاخرى انها ليس أقل شانا من ميكيافيللي ، لذلك ضربت كل القيم الاخلاقية والمباديء من أجل الوصول الى منصب الحكومة، ولايهمها (المعارضة) ان تسفك دماء الابرياء مادام ذلك يضمن لها الوصول الى السلطة ،وحقيقة الامر ان الحكومة في اصلها معارضة والمعارضة في طريقها لتصبح او تمسي حكومة ، او تقترب كثيرا من ان تكون حكومة ، ويبقى الحال هكذا معارضة تعمل جاهدة وبكل الطرق المشروعة وغير المشروعة ، من اجل الوصول الى الحكم ، وظهور معارضة جديدة ، والعبرة ليس في معارضة او حكومة ، انما العبرة هي كيف تحقق المعارضة اهدافها عند تسلمها زمام الامور ، ولو ان هدف المعارضة الرئيس هو الوصول الى الحكم ، والذي يحصل دائما ان المعارضة التي تشكل الحكومة تنشغل بأمور كثيرة تبعدها وتنسيها اهدافها ، التي كانت تنشدها ايام المعارضة ،ومن الامور التي تشغلها على سبيل المثال كيفية خلق الازمات حتى تنشغل جميع الاوساط عن مراقبة ورصد عملها ، وليس هذا فحسب بل ان المعارضة عندما تتسلم مقاليد الحكم وتصبح هي الحكومة فأنها تتحول ايضا الى معارضة اوسع ، بمعنى تتحول من معارضة داخل البلد الى معارضة لعدد من حكومات دول الجوار والدول الاقليمية وعدد من دول العالم الا دولة ( واحدة ؟؟!!) فأنها لم ولن تعارضها ، وبالتالي فانها (المعارضة ) تسعى لتحقيق اهداف تراها هي انها اهداف استراتيجية وكبرى ، بينما يراها (قاسم) المواطن المسكين اهداف غير مهمة وصغيرة جدا،والمتضرر دائما وابدا من كل هذه الامور هو المواطن المسكين الذي يتحمل كل المصائب ( رغم انفه) ، وهذا المواطن المسكين متحير وهو في حقيقة الامر جل الذي يريده مصدر رزق يوفر لقمة عيش كريمة وشريفة له ولعائلته ، والحكومة تعمل جاهدة على توفير هذه اللقمة ولكن وفق شروط ، والشروط هي كثيرة وعديدة يصعب تحقيقها ومن هذه الشروط ، ان تكون يامواطن يامسكين منتميا الى حزب كبير او كتلة كبيرة ، وان تكون يامسكين لديك استعداد للتملق لهذا الافندي او ذاك ، واياك يامواطن يامسكين ان تذكر بأنك متعلم وحاصل على شهادة عليا ، لان هذا الامر كفيل بأن يجعل منك عدو للأفندي في هذا الحزب او تلك الكتلة الغير متعلم ، وذلك بسبب جهاده ونضاله ضد الطاغوت فلم يتسنى له التعلم !! ، واياك ان تسأل يامواطن يامسكين اين جاهد هذا الافندي !! ، واياك ان تقول انه كان خارج العراق وانت داخل العراق حيث مقاومتك الشريفة وتحملك العذاب والاهانة على عكس الافندي الغير متعلم ، ومن الشروط الاخرى غير المهمة !! اياك ان تطالب بتوفير درجات وظيفية لباقي المساكين ، وأياك والمطالبة بتخصيص راتب للارامل والمطلقات وصرف مبالغ للايتام وأياك والمطالبة بتوفير الكهرباء !! وكثيرة هي الشروط .ان الحكومة تدرك جيدا ان المسكين عندما يحصل على لقمة عيش كريمة فأنه لن يتوقف عند هذا الحد بل يبدأ في المطالبة بسكن افضل ، وكذلك المطالبة بواسطة نقل حديثة ،ويبدأ المواطن المسكين التفكير في كيفية العيش بترف ،وكثيرة هي الامور التي يفكر فيها والتي من شأنها ان تقفز به وتوصله الى مرتبة المنطقة الخضراء ،وعند ذلك يكون المسكين قد تجاوز كل الخطوط الحمراء وكذلك الصفراء والسوداء وكذلك تجاوز الخطوط التي وضعها بعض حمقاء هذا البلد.ويبقى الحال كما هو علية حكومة ومعارضة ومواطن مسكين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك