عبدالله الجيزاني
بعد سقوط ألنظام ألبائد اُجهد مَن تصدى لإعادة ألبناء نفسه لغرض وضع رؤية، تمكن ألمتصدين للعمل ألحكومي من أدارة أمور ألبلد ومعالجة ألمشاكل ألتي ورثت من ذاك ألعبث ألذي ساد ألعراق لأربعين عام، وفعلاً بدأ خطوات جيدة بهذا ألأتجاه لو أستمرت لكان حال ألبلد أفضل منه ألأن بكثير، لكن بعد سيطرة ألعشوائية وألعبثية في أدارة أمور ألدولة، وبروز ألحزبية وألأستئثار على نطاق واسع، وسيطرة جهة محددة بمفردها على معظم مفاصل ألدولة، تضاعفت معاناة ألشعب بشكل أكبر بكثير من حاله أيام ألنظام ألبائد، وعلى جميع ألمستويات وفي ألملفات كافة. فالملف الامني يزداد سوء مع تقادم ألأيام وهو في حالة أنحدار مستمر، وكذا ملف مكافحة ألفساد وألرشوة أصبح مخيف لدرجة غدى بها ألفساد ألحالة ألطبيعية وماعداه طاريء ومستغرب، وبدأ ألمواطن لايشعر بأي أثر للحكومة حتى في دوائرها، وخضعت مصالح ألناس للعلاقات وألمحاباة وألحزبية، ومنح ألقانون أجازة طويلة، أنتهت الى أحالته على ألتقاعد في ألدوائر ألخدمية بالخصوص وذات ألمساس ألمباشر بحياة ألمواطن. أما ألجانب ألأقتصادي فهو ألآخر يعاني أنهيار في مختلف جوانبه، وهو يترنح بأنتظار أنهيارة ألنهائي خاصة وأن هناك نشاطات أقتصادية أنتهت أو كادت كالقطاع ألخاص، مماضاعف حالة ألبطالة وأصبح ألشعب بكل طبقاته يبحث عن ألوظيفة لعدم وجود بديل لها لتوفير لقمة ألعيش، أما ألجانب ألخدمي فيكفي زيارة واحدة لأي من ألدوائر ألخدمية كالمستشفيات ليرى ألمواطن حالة ألأنهيار ألتي تمر بها هذه ألمنشأت، وألأجهزة ألموجودة فيها. أما ألمدارس وألجامعات فهي في أسوء حال على مستوى ألمنطقة ربما، أما جانب ألكهرباء وسواها من مستلزمات ألحياة ألآخرى فهي تعلن عن نفسها في كل بيت عراقي، ولم يشهد ألمواطن أي طرح أو رؤية ممكن أن تمنحه أمل في ألعلاج، وكل مايجري هي ترقيعات لاتقدم ولاتؤخر، رغم وجود أكثر من فرصة لو أحسن المعنيين أستثمارها، ووضعوا رؤية وبرامج أستراتيجية لأمكن معالجة المشاكل وبفترة ليس طويلة وبكلفه أقل عشرات ألمرات مما يصرف ألآن. وقد شهدنا في فترة تصل لأربعة أشهر أستطاع محافظ ألبصرة مثلاً أن يعالج ملفات كانت ولفترة طويلة مستعصية على ألحل، فهل أمتلك ألرجل عصى موسى.؟ ليجعل ألكهرباء تستقر على جدول محدد، ووضع برنامج خلال ألأشهر ألأربعة ألمقبلة سوف تكون ألكهرباء على مدار ألساعة في ألبصرة، وكذا موضوع ألماء، ووضع خطط واقعية لمعالجة أزمة ألسكن في ألمحافظة، هذا ألمثال يعبر عن أن البلد ليس بحاجة للأموال فقط، بقدر حاجته ألى رؤية وخطة وفريق عمل منسجم يمتلك ألقدرة وألرغبة على ألبناء، ومعالجة ألملفات بشكل مدروس وواقعي، وألأبتعاد عن ألتبرير وألصاق ألتقصير بالآخرين، فمن يتصدى عليه أن يدرك أن واجبه تقديم ألأنجاز فقط، أما أللجوء إلى ألتبرير فهي علامة فشل وعدم قدرة، ومن لا يتمكن من ذلك عليه أن يمنح ألفرصة لغيره، فالوضع أصبح لايحتمل ألتبرير وألترقيع...
https://telegram.me/buratha