المقالات

الدين اصل السياسة

720 13:20:00 2013-09-05

حسين الركابي

منع النظام العلماني الفرنسي في القرون المنصرمة كثير من الممارسات الدينية، وقد رسخ في اذهان المجتمع الفرنسي آنذاك فكرة المشروع العلماني الكبير فصل الدين عن السياسة والتعليم والحياة المدنية. فقد شرعت فرنسا قوانين تدين من يرتدي القبعة اليهودية، وغطاء الراس، والصلبان المسيحية في الاماكن العامة، او في اروقة الدولة مثل الدوائر الخدمية والصحية والتعليمية، وقد سنت قوانين تقضي بالعقوبات الصارمة بحق من يمارس تلك الطقوس الدينية والمتوارثة عبر الرسالات السماوية، وتمحورت نظريتها حول ثلاثة مفاهيم.الامر الأول: خرافات الكنيسة واستبعادها من التحكم بشؤون الدولة والحياة العامة للمجتمع الفرنسي، والاعتماد على العلوم التجريبية والمكتشفة من الطبيعة التي يكتشفها الانسان خلال بحثه وتطوره في الحياة. الامر الثاني: ابعاد الكنيسة عن الحياة السياسية والتعليمية والاقتصادية، ولا يحق لها إن تمارس دورها في كافة المجالات الحياتية ما عدا التعبد في الدير والكنيسة فقط. الامر الثالث: رفض الاعتراف بشي خارج العالم المحسوس للإنسان، وتقتصر على ذات البشر واختزال الحقيقة إلى عالم المادة. وقد رسخت تلك الاخطاء القاتلة في اذهان المجتمعات العربية والإسلامية، واجتاحت عقول الشعوب والجماعات وحتى الافراد الذين لديهم استعداد لتلقي مثل هكذا افكار وأساليب، وقد تفضي تلك الممارسات في نهاية الامر إلى تطبيق سياسات وروئ احزاب وجماعات ساعية إلى المناصب، والهيمنة على الشعوب فكريا وسياسيا واقتصاديا، حيث امتد ذلك الاسلوب إلى قدر كبير من عالمنا اليوم الذي اصبح مليئ بتلك الافكار، والممارسات التي بنيت على ركائز تخالف العقل والمنطق وحتى الفطرة التي خلق الله عليها الانسان. كأبواق المنادية اليوم بفصل الدين الاسلامي عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وحصر اعمالها في الجوامع والحسينيات وأماكن العبادة بحجج واهية يراد منها حصر سنام الامم والشعوب ومقدرات البلدان بيد التيار العلماني وحده، تحت مسميات إن السياسة مراوغة وكذب ولا يمكن للإسلامي إن يمارسها ويدير مقاليدها. من الذي وضع هكذا قوانين؟ وعلى ماذا استند؟ وكيف استساغتها العقول الاسلامية وصاحبة الحضارة السومرية والبابلية والأشورية والاكدية.....الخ؟؟ فالسياسة الاسلامية تقف على عدة مرتكزات، وهي الصدق والعدالة والأمانة والحقوق والواجبات، ولا يمكن إن يتولى احد قيادة المجتمع يسمى بالمخادع والكذاب، وقال تعالى ((اذهبا الى فرعون انه طغى وقولا له قولا لينا عسى ان يتذكر او يخشى)) وقد وضع لنا شاخصا القائد الاسلامي والسياسي الرسول محمد (ص) ويكفي كنيته الصادق الامين، وكذلك قولة (ص) والله لو وضعت الشمس في يميني والقمر في شمالي على إن اسلب جلباب شعيرة من على ظهر نملة لما فعلت" فلابد إن تسير الامم والشعوب خلف القيادة الاسلامية الصحيحة، والتي لم تسلب ولن تسلب جلباب شعيرة من على ظهر نملة...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
تلفزیون الشیعة
2013-09-06
سلام عليکم... مع الشکر و التقدير تمّ نشرهذه المقالة: « الدين اصل السياسة" في موقع "تلفزيون الشيعة": http://www.tvshia.com/arabic/ هدية موقع تلفزيون الشيعة إليکم: قالَ الاِْمامُ الْمَهْدِىُّ(عجل الله تعالي فرجه الشريف): « أَبَى اللّهُ عَزَّوَجَلَّ لِلْحَقِّ إِلاّ إِتْمامًا وَ لِلْباطِلِ إِلاّ زَهُوقًا، وَ هُوَ شاهِدٌ عَلَىَّ بِما أَذْكُرُهُ.» يا علي
عراقي غير مرغوب بيه
2013-09-06
كلام صحيح فالقيادة الاسلامية الصحيحة هي الحل ولكن اخ واخ من لكن اين تلك القيادة الاسلامية الصحيحة في عراق النهب والسلب والقتل والارهاب الذي يبطش بالابرياء وفلول الوهابية النجسة والبعث الكافر يتنقل بحرية بل ويتسلق المناصب بوجود احزاب اسلامية بل متاسلمة العن من العلمانية لانها تشرعن المكفالية دينيا وتجعلها حلال نحن نعلم ان من تعاليم الاسلام الحنيف وال بيت عليهم افضل السلام نكران الذات فهل برايك يوجد اسلام في هذه الاحزاب المتاسلمة ولنكن واضحين اسلام الكراسي والمكفالية اعتقد لو الاسلام تمثله تلك ا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك