المقالات

مظاهرات وطنية وأخرى طائفية

586 14:30:00 2013-09-05

عدنان السباهي

إن الشعوب التي لاتقبل الضيم دائما تثور على الظلم ومن هذه الشعوب الشعب العراقي ، وعلى مدى التاريخ المعاصر في أيام الاستعمار البريطاني وما حدث من مظاهرات وكان أبرزها ثورة العشرين التي اشترك فيها المراجع وعامة الشعب وخاصة في الوسط والجنوب ، والمظاهرات التي حدثت في سنة 1924 ضد ضم ولاية الموصل لتركيا وإنها من ضمن العراق ولايمكن التنازل عنها ، وفي عام 1948 حدثت مظاهرات عارمة ضد معاهدة بور تسموث بين العراق وبريطانيا أيام صالح جبر، وفي نفس العام اندلعت مظاهرات وطنية تدعوا للمشاركة في حرب فلسطين ورفض قيام دولة إسرائيل في فلسطين ، وفي العام 1956 حدثت المظاهرات ضد العدوان الثلاثي على مصر، وما تبعها عندما تسلم الحكم القومين والبعثين لم تكن مظاهرات بالمعنى الحقيقي باستثناء التأيد الكبير من الشعب للمرحوم عبد الكريم قاسم من الشعب وخاصة طبقة الفقراء والمحرومين، لكن ما تبعها من مظاهرات البعث كانت مخطط لها ويتم إخراجها مرة بالترغيب وأخرى بالترهيب أو باستحمار الشعب .انطلقت قبل أشهر في المحافظات الغربية تظاهرات متمثلة بالمكون السني مدفوعة من أناس ركبوا موجة الطائفية ضنا منهم تتحقق أهدافهم من خلالها ، التي تم رسمها في بعض الدول المجاورة ، التي لاتريد خيرا للشعب العراقي ولا ترغب باستقراره ، وقد انكشفت هذه المظاهرات والاعتصامات من خلال شعاراتها الطائفية وعدم احترامها للدستور والعلم العراقي ، وهي طالبت بإسقاط العملية السياسية برمتها وتم رفع صورة اوردغان وعزة الدوري ، وفشلت لأنها سلمت أمرها إلى رجال دين طائفيين وذلك من خطبهم الطائفية التي وصفوا اغلب الشعب العراقي بنعوت وأوصاف غير مقبولة ومنها الخنازير ، والصفو ين ،ودائما كل قومية تعتز بلغتها الأصلية كما هو حال الأكراد والتركمان والقوميات الأخرى تحافظ عليها بالرغم من سياسة التعريب من الدراسة إلى الأوامر الإدارية والكتب الرسمية ، لكن الشيعة العراقيين لايعرفون كلمة فارسية واحدة فإذا كانوا صفوين على الأقل احتفظوا بلغة أجدادهم!!، باستثناء من شردهم صدام إلى إيران وهم يتكلمون بها فقط ولم يمنحوا الجنسية بالرغم من بقائهم هناك أكثر من عشرين سنة!، وأثبتت الدراسات التاريخية ان أهل الوسط والجنوب هم أحفاد السومريين يعني سكان العراق الأصليين ، وان ما يؤسف له اعتلاء منصات التظاهرات من قبل القاعدة تحت نظر شيوخ العشائر ورجال السياسة المشتركون في الحكومة الحالية ،والذين يقتلون على الهوية ويفجرون في مدننا يوميا ومن دون أي رادع أو إدانة ، وإذا تم اعتقالهم يتم إطلاق سراحهم نتيجة لصفقات سياسية ، ويتم قتل الجنود والشرطة في المدن الغربية وكأنهم أعداء وليس عراقيين، ونرى اليوم في مصر مواطنين مصريين اعتدوا على الجيش المصري تم إصدار حكم المؤبد بحقهم.وقبل أيام قليلة قامت نخبة من العراقيين الوطنين ومن الطبقة المثقفة ومن باب الحس الوطني والشعور بالمسؤولية ومحاسبة المقصر في حق الشعب ومن هذا التقصير ، رواتب الرئاسات الثلاث وتقاعد نواب البرلمان الذي يبلغ مبالغ خيالية حتى أصبح اغلبهم رجال أعمال متنفذين يقودون شركات ويشترون عقارات في دول أجنبية وعربية ونصف الشعب يعاني من نقص الخدمات وشظف العيش ، نحن نتساءل من وضع هذه الرواتب والمخصصات، هل وضع نصب عينه مسالة الحلال والحرام عند إجراء تلك الحسابات ، وفي أي دين أو شريعة تقر تلك الرواتب الخيالية ، أم هو مال سائب ويغترف منه السارقين من دون حساب ورقيب، إن راتب المواطن العادي لايشكل حجما قياسيا بالبرلماني فان نسبة2% بالمقارنة لتقاعد المواطن المهموم ، فانطلق التيار المدني الحر المطالب بالحرية والعدالة والمساواة ونيل الحقوق والرفاة الاجتماعي ، بمظاهرات كبيرة في بغداد وجميع مدن الوسط والجنوب ، لكن مع الأسف أصحاب المظاهرات الطائفية في المدن الغربية لم يتظاهروا في مثل هذا اليوم بالرغم من إن الشعارات وطنية والمطالب تشمل الجميع ، ونفس الشيء بالنسبة لمحافظات الإقليم الكردستاني ، أما أن المظاهرات لاتحدث في بلدهم وإنهم ينتمون لبلدان أخرى وان ما يحصلون عليه من العراق والحكومة الحالية هو مغنم وليس حقوق مواطن!، فالواجب على من يدعي الوطنية أن يساندها ويدعمها أين ما تكون في ارض العراق وليس الوقوف مع السارقين لان عقاب الله والتاريخ سوف لن يرحمهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك